ارتفاع منسوب سد النهضة ينذر بكارثة مائية تهدد مصر والسودان قريبًا

أوضح خبراء الجيولوجيا والمياه مؤخرًا أن بداية موسم الأمطار في الهضبة الإثيوبية رافقها تصاعد مثير للقلق في منسوب المياه داخل بحيرة سد النهضة ما يزيد من احتمالية اتخاذ إجراءات غير محسوبة في إدارة تصريف المياه ويضاعف المخاطر على دولتي المصب
أكدت الصور الفضائية ارتفاع منسوب التخزين المائي بسد النهضة مع بلوغ الإيراد اليومي من مياه الأمطار نحو 80 مليون متر مكعب بعد أن كان في مايو لا يتجاوز 20 مليون متر مكعب وأعلنت التقديرات أنه سيصل إلى 225 مليون متر مكعب يوميًا مع بداية يوليو المقبل ما يعني تسارعًا مفاجئًا في معدلات تدفق المياه دون استعداد فني كاف
أشار مختصون إلى أن حجم المياه داخل بحيرة السد الإثيوبي قد تراجع في 5 سبتمبر الماضي إلى 54 مليار متر مكعب بعد أن كان 60 مليار متر مكعب عند انتهاء التخزين الرابع إلا أن معدلات الأمطار الجديدة بدأت في زيادة حجم البحيرة مجددًا ما يعزز المخاوف من سيناريوهات فيضان مفاجئ نتيجة التفريغ القسري
لفت مسؤولون بارزون في ملف حوض النيل إلى أن إثيوبيا تواصل الاحتفاظ بقرابة 55 مليار متر مكعب من المياه داخل بحيرة التخزين دون مراعاة لإجراءات الأمان المطلوبة وكان من المفترض خفض مستوى التخزين لتجهيز السد لاستقبال الفيضان إلا أن هذا لم يحدث ما قد يدفع أديس أبابا لتفريغ كميات ضخمة من المياه بشكل مفاجئ وهو تصرف يفتقر للخبرة الفنية وقد يتسبب بأضرار جسيمة
أفاد المختصون أن ستة توربينات تعمل بالفعل في السد بينما السابع قيد التشغيل لكن بسبب التشغيل المتناوب تظهر بعض التوربينات متوقفة على صور الأقمار الصناعية وهو ما يؤكد غياب الجدولة الدقيقة لتوليد الكهرباء من هذا السد
أعلنت مصر في ديسمبر الماضي انتهاء جولات التفاوض بدون نتائج ملموسة وأكدت أنها ستراقب أي تحرك يخص ملء وتشغيل السد وأوضحت أنها لن تتردد في اتخاذ ما يلزم لحماية أمنها المائي القومي بموجب المواثيق الدولية
قال وزير الري المصري في مارس إن بلاده تأثرت بالفعل من سد النهضة لكنها تمكنت من التعامل مع ذلك عبر إجراءات مكلفة وأشار إلى أن اتفاق إعلان المبادئ ينص على ضرورة تعويض الدول المتضررة من السد وأن هذا الحق سيُطالب به رسميًا في الوقت المناسب