حوادث وقضايا

مأساة في بروكلين: مصري يُقتل طعنًا دفاعًا عن ابنه بلا حماية

وكأن الغربة لا تكفي قسوة، حتى يُترك المصري في الخارج بلا حماية، بلا صوت، وبلا حساب. هكذا رحل وليد نور الدين، مواطن مصري يبلغ من العمر 51 عامًا، قُتل طعنًا في بطنه داخل مغسلة ملابس بحي “برايتون بيتش” في بروكلين، وهو يحاول بكل ما يملك من أبوة أن ينقذ ابنه من بين أيدي مجموعة غادرة هاجمتهما بوحشية.

لم يكن وليد سوى أب بسيط، يعمل بكرامة، ويعيش بالغربة من أجل مستقبل أفضل لأسرته. لم يحمل سلاحًا، لم يهدد أحدًا، لكنه ارتكب «جريمة الشرف» في هذا الزمن البارد: دافع عن ابنه.

بدأت الواقعة حين دخل وليد ونجله (19 عامًا) إلى مغسلة ملابس مساءً، قبل أن تهاجمهما مجموعة من الأشخاص في مشادة سريعة تحولت إلى هجوم همجي. وليد تصدى ببسالة، لم يسمح أن يُضرب ابنه دون أن يكون سدًا أمامه، فكان نصيبه طعنة نافذة أنهت حياته على الفور، بينما نُقل الابن إلى المستشفى مصابًا.

ورغم فداحة ما جرى، غاب أي تحرك فعلي من الجهات المصرية المعنية. لا بيان رسمي صارخ، لا إدانة تليق، ولا تحرّك قانوني واضح لضمان حق هذا الأب الذي مات في بلد غريب، وهو يدافع عن فلذة كبده.

الجريمة أثارت سخط الجالية المصرية في نيويورك، التي عبّرت عن غضبها من صمت الجهات القنصلية، وتكرار مشاهد الاعتداءات على المصريين بالخارج وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.

أحد أفراد الجالية قال باستياء: “هل نحن رخيصون إلى هذا الحد؟ وليد ليس الأول، ولن يكون الأخير ما دام كل شيء يُمر بلا ضجيج.”

شرطة نيويورك فتحت تحقيقًا، وتواصل تفريغ كاميرات المراقبة في المنطقة، لكن لم يتم الإعلان حتى الآن عن أي اعتقالات. أما في القاهرة، فالهدوء هو السائد.

رحل وليد نور الدين في صمت، كما يعيش آلاف المغتربين يوميًا وهم يشعرون أن ظهورهم مكشوفة، بلا حماية من دولة ينبغي أن تكون الدرع لا الظلّ.

هل نحتاج إلى مزيد من الدماء كي نتحرك؟ وهل أصبح دم المصري في الغربة رخيصًا إلى هذا الحد؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى