شبكة فساد تدمر حياة آلاف مرضى السرطان واختفاء 45 مليون جرعة دواء

كشف مصدر طبي مطلع عن كارثة صحية مدوية تمثلت في اختفاء نحو خمسة وأربعين مليون جرعة من أدوية علاج الأورام من المخازن المركزية خلال عامين فقط وهو ما أدى إلى حرمان أكثر من اثني عشر ألف مريض في سبع عشرة محافظة من تلقي العلاج الحيوي اللازم لحياتهم
أكد مسؤول في صيدلية أحد المستشفيات العامة أن الجرعات المفقودة كانت مخصصة بشكل مباشر للمرضى الذين يعتمدون على الرعاية الصحية المجانية في المستشفيات الحكومية وتوزيعها العادل عبر النظام الصحي الرسمي
أضاف أن الكميات المسروقة ظهرت لاحقًا بشكل لافت في السوق السوداء حيث جرى بيعها بأسعار مضاعفة وبمبالغ مرهقة تفوق القدرة الشرائية لغالبية المواطنين مما أجبر مرضى كثر على بيع ممتلكاتهم أو الاقتراض لتأمين جرعة واحدة
أوضح أحد المصابين بالسرطان أنه اضطر لدفع ما يعادل دخل ستة أشهر فقط لشراء جرعة واحدة من العلاج لم تكن متاحة في المشفى الحكومي رغم تسجيله في قاعدة بيانات المرضى المستحقين
لفت مصدر صحي إلى أن هذا الفساد المنظم تسبب بارتفاع نسب الوفيات بين مرضى السرطان بنسبة ثمانية عشر في المئة خلال عام ألفين وأربعة وعشرين نتيجة عدم تلقي العلاج بانتظام أو تأخيره لأشهر
نوه صيدلي يعمل في القطاع الخاص إلى وجود تلاعب منظم في نظام التوزيع الإلكتروني استغله موظفون حكوميون لتحويل الشحنات مباشرة إلى بعض الصيدليات التجارية مقابل عمولات مالية
استرسل ناشطون في الحديث عن أن تلك الأدوية الممولة بمنح ومساعدات دولية لم تصل إلى مستحقيها وأن حوالي خمسة وستين في المئة منها اختفى بعد دخوله البلاد منذ عام ألفين واثنين وعشرين
أردف برلمانيون أنهم بصدد التحرك العاجل لفتح ملف هذا الفساد الصارخ وتقديم طلبات مساءلة للحكومة عن أسباب تدهور النظام الصحي وتفشي الفوضى في توزيع الأدوية الحيوية
نفى متحدث باسم وزارة الصحة أي علم مباشر بهذه الوقائع لكنه أقر بوجود ثغرات خطيرة في منظومة توزيع الأدوية وهو ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي
أشار مواطنون إلى أن مرضى كثيرين دخلوا مراحل خطرة من المرض بعد عجزهم عن تأمين الجرعات رغم تسجيلهم في النظام ووجود الأدوية على الورق دون أي أثر فعلي لها في المستشفيات