مصر

قطرة ماء ضاعت.. ملايين الأمتار المهدرة وقرى بلا مياه لأشهر وسط تجاهل مدوٍّ

أكدت الوقائع اليومية التي تشهدها قرى ومدن عدة أن أكثر من 47 بالمئة من المياه المنتجة يوميًا تتسرب وتضيع بلا فائدة بسبب تهالك البنية التحتية وفشل إدارة التوزيع مما يُعمق مأساة المواطنين ويُضاعف معاناتهم

أوضحت الحالات المتكررة في جنوب البلاد أن قرى كاملة تعيش لأسابيع دون نقطة ماء رغم التزام سكانها بدفع الفواتير الشهرية بينما تواصل مناطق راقية التمتع بضغط مياه مستمر وكأنها في كوكب آخر

أضافت الوقائع المؤلمة أن 2.3 مليار متر مكعب من المياه تُهدر سنويًا إما عبر شبكات قديمة متهالكة أو من خلال ممارسات غير قانونية تستغل ضعف الرقابة لتنقل المياه إلى جهات مستفيدة دون وجه حق

استرسلت الأحداث في الكشف عن أساليب غير شرعية تُستخدم من قبل بعض الشركات لنقل المياه بطرق سرية إلى أحياء غنية مقابل مبالغ طائلة في حين تنقطع الحياة في مناطق نائية لا تعرف شكل المياه النظيفة

أردف بعض المتضررين بأنهم اضطروا للجوء إلى عربات نقل المياه التي تفرض أسعارًا مرتفعة مقابل كميات لا تكفي حتى الحد الأدنى من احتياجاتهم مما يرهقهم اقتصاديًا ويعرض صحتهم لمخاطر التلوث

أشار متابعون محليون إلى أن أنابيب مياه غير رسمية تم العثور عليها مؤخرًا كانت تستخدم لتوصيل المياه المسروقة إلى مزارع ومصانع بعينها ما يعكس مدى تغلغل الفساد في هذا القطاع الحيوي

نوهت الملاحظات الميدانية إلى أن تأخير الموافقات المالية والإدارية أوقف تنفيذ خطط الإصلاح التي تم الإعلان عنها مسبقًا والتي كانت تمثل الأمل الوحيد لبعض المناطق التي تعاني منذ سنوات

أعلنت مشاهد الحياة اليومية أن النقص الحاد في المياه النظيفة أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض الجلدية والمعوية بنسبة بلغت 28 بالمئة خلال عام 2024 نتيجة اضطرار السكان لاستخدام مصادر ملوثة

لفتت التجارب الميدانية إلى أن نحو 65 بالمئة من سكان المناطق الفقيرة يشعرون بعدم المساواة في توزيع المياه ويعتبرون أن غياب العدالة في الموارد الأساسية يؤكد إهمالًا متعمدًا لهم

استدركت المآسي الواقعة بأن بعض المواطنين اضطروا لبيع أراضيهم الزراعية بسبب انعدام المياه رغم قربها من مصادر رئيسية تُخصص لمناطق بعينها مما تسبب في تراجع إنتاجهم ومعيشتهم

نفى الواقع أي تحسن فعلي على الأرض رغم الحديث المتكرر عن تحديثات قادمة فيما تتسع الهوة يومًا بعد آخر بين الوعود والواقع لتنهار ثقة المواطن في المنظومة برمتها

زعم مراقبون أن هذه الكوارث لا تعكس فقط أزمة خدمات بل تشير إلى فشل في سياسات التوزيع والرقابة وتُحذر من انفجار اجتماعي إذا استمرت هذه المأساة دون حلول عاجلة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى