المنتدى المصري “برلمانيون لأجل الحرية” ينعى المستشار أحمد سليمان وزير العدل الأسبق وأحد أعلام القضاء المصري

بسم الله الرحمن الرحيم
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ.)
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الأسى والحزن، ينعى المنتدى المصري “برلمانيون لأجل الحرية” إلى أبناء مصر، وإلى الأمة جمعاء، رحيل الفارس النبيل، والقاضي الوقور، المستشار الجليل أحمد سليمان، وزير العدل الأسبق، وأحد أعلام القضاء المصري الأحرار، الذي وافته المنية عن عمر ناهز الخامسة والسبعين عامًا، بعد عمرٍ قضاه في نصرة الحق، والذود عن استقلال القضاء، ومواجهة الطغيان بثبات وشرف.
لقد كان الفقيد الراحل نموذجًا نادرًا في زمن عزّ فيه الثبات، تخرج في سلك القضاء فكان من أئمته، وتقلد أعلى مناصبه فكان قدوة في النزاهة، وعُرف بقوله الصدق في وجه السلطان الجائر، حتى أصبح أحد أبرز رموز تيار استقلال القضاء في مواجهة الاستبداد، ورئيسًا لنادي قضاة المنيا لفترتين، ووزيرًا للعدل في لحظة فارقة من تاريخ الوطن.
وحين وقعت الكارثة في 3 يوليو، لم يتخاذل أو يساوم، بل انتصر لمبادئه، وقالها واضحة مدوية:
“منظومة العدالة قد اختلت اختلالًا رهيبًا بعد الانقلاب العسكري، وأضحى القضاء أداة انتقام في يد السلطة التنفيذية.”
ولأن للثبات ثمنًا، فقد دفعه عن طيب خاطر، إذ اعتُقل في ديسمبر 2018، وظل محتجزًا قرابة عام، رافضًا التراجع عن مواقفه في ثلاث قضايا مصيرية:
- رفضه القاطع للانقلاب العسكري
- تمسكه بشرعية الإرادة الشعبية
- إنكاره التام للتفريط في تراب الوطن، برفضه التنازل عن تيران وصنافير
فرحمة الله عليك أيها القاضي الشريف، يا من صدعت بالحق حين سكت الناس، وثبتّ حين تراجع الكثيرون، ودفعت ضريبة المبدأ من كرامتك وحريتك.
إننا في المنتدى المصري “برلمانيون لأجل الحرية” ننعى إليكم هذا الرجل الذي صدق الله فيما قال، وصدقه الله فيما وعد، سائلين المولى عز وجل أن يتقبله في عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
كما يتقدم المنتدى بخالص العزاء والمواساة إلى الدكتور محمد أحمد سليمان، نجل الفقيد، وإلى سائر أفراد الأسرة الكريمة، راجين من الله أن يلهمهم الصبر والسكينة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
رئيس المنتدى
د. محمد عماد صابر