انهيار ثقة جنود الاحتلال في قيادتهم بسبب حرب بلا نهاية

أكدت التطورات الميدانية الأخيرة في قطاع غزة تصاعد حالة الاستياء العارمة داخل صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد شهور من القتال العنيف الذي طال أمده دون نتائج ملموسة على الأرض

أوضح عدد من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي رفضهم المتزايد للالتحاق مجددا بالخدمة العسكرية بعد ما وصفوه بعبثية الحرب التي استنفدت قدراتهم النفسية والبدنية دون هدف واضح

أعلن أحد جنود الاحتياط أنه خدم في صفوف الجيش لمدة بلغت 270 يوما قبل أن يرفض آخر استدعاء تلقاه مما عرضه لعقوبة بالسجن لمدة 25 يوما وأكد أن هذا القرار نابع من شعوره بالصدمة بسبب استمرار العمليات العسكرية دون مراعاة لحياة الرهائن أو المدنيين الأبرياء

أشار الجندي ذاته إلى أن الحديث المتكرر عن تدمير حماس لم يتعد كونه شعارات لم تجد طريقها للتنفيذ مضيفا أن الواقع على الأرض في غزة يعكس صورة مختلفة تماما عن الخطاب الرسمي

نوه جندي آخر يعمل اختصاصيا اجتماعيا في صفوف الاحتياط إلى أن ما شاهده في مدينة رفح خلال العمليات العسكرية الأخيرة كان عبارة عن إطلاق نار متواصل وقتل للمدنيين وتهجير قسري للآلاف دون تمييز أو رحمة

أضاف الجندي المتخصص أن النظرة إلى سكان غزة داخل أروقة الجيش فقدت كل معاني الإنسانية وتحولت إلى ما يشبه التبرير الجماعي للعنف الممنهج ضد السكان

لفت إلى أن الوضع داخل قوات الاحتياط أصبح هشًا للغاية مع انهيار المعنويات وتراجع نسب الاستجابة للاستدعاءات حيث انخفضت نسبة المشاركة إلى النصف مما يعكس انهيارا عميقا في ثقة الجنود في القيادة العسكرية

استرسل في وصف الحالة النفسية لزملائه قائلا إنهم يشعرون أنهم أدوات في حرب عبثية تفقدهم كرامتهم وتدفعهم للمشاركة في أعمال تتناقض مع قيمهم

أردف بأن الحرب المستمرة بلا نهاية واضحة تخلق شرخا متسعا بين الجنود وقيادتهم وتفضح حجم الانقسام داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الذي ينذر بعواقب وخيمة على تماسكها المستقبلي