مصر

ترحيل آلاف السودانيين من مصر يدفعهم للهروب عبر ليبيا نحو أوروبا

شهدت الحدود المصرية خلال الأشهر الماضية تصاعدًا ملحوظًا في إجراءات التشديد على تواجد اللاجئين السودانيين داخل البلاد

أفادت معطيات ميدانية بأن السلطات المصرية رحّلت ما يقارب 5000 لاجئ سوداني خلال الشهور الأخيرة في عمليات متفرقة وواسعة النطاق شملت مختلف المحافظات المصرية لاسيما القاهرة والجيزة وأسوان

أوضح مراقبون أن هذه التحركات ساهمت في تقليص عدد اللاجئين السودانيين في مصر بشكل ملحوظ إذ تراجع العدد الكلي من نحو 500000 إلى قرابة 470000 لاجئ خلال الربع الأول من العام الجاري

أشار متابعون إلى أن تشديد الرقابة على المعابر والمراكز الحدودية رافقه تقليص ملموس في منح تصاريح الإقامة وتقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية بما في ذلك الصحة والتعليم ما جعل أوضاع آلاف الأسر السودانية أكثر هشاشة

أعلن نشطاء في شبكات الإغاثة أن الكثير من المرحلين اضطروا للتوجه غربًا نحو الحدود الليبية حيث وجدوا أنفسهم عرضة لعمليات تهريب منظمة باتجاه السواحل الليبية بهدف الهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط نحو إيطاليا أو مالطا

أضافت تقارير إنسانية مستقلة أن مئات من هؤلاء اللاجئين غرقوا خلال محاولاتهم لعبور البحر فيما لا يزال مصير العشرات مجهولًا عقب انقطاع الاتصال بهم منذ انطلاقهم من سواحل زوارة وصبراتة

أكدت مصادر أن التدهور الأمني والمعيشي داخل السودان إضافة إلى انسداد أفق العودة الآمنة أجبر الكثيرين على الاستمرار في محاولة الخروج بأي ثمن بالرغم من المخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها هذه الرحلات

لفت مراقبون إلى أن الأطفال والنساء يمثلون نسبة كبيرة من هؤلاء اللاجئين الأمر الذي يزيد من وطأة الكارثة الإنسانية التي تزداد تعقيدًا يوما بعد يوم

نوه محللون إلى أن تراجع الدعم الدولي الموجه للاجئين في مصر خلال الفترة الأخيرة ساهم بدوره في تسريع موجات النزوح القسري إلى خارج البلاد مما زاد من معدلات الوفيات والاختفاء بين صفوفهم

زعم نشطاء أن هناك ممارسات تضييق ممنهجة دفعت فئات واسعة من السودانيين إلى خوض مغامرات خطيرة وغير مضمونة النتائج بحثًا عن الأمان والمعيشة في دول القارة الأوروبية

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى