مصر تؤكد التزامها بوقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة خلال مباحثاتها مع الاتحاد الأوروبي

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، كريستوف بيجو، مستجدات الأوضاع وسبل التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، في إطار جهود مصر الدبلوماسية المكثفة لوقف نزيف الدم الفلسطيني وتخفيف الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة.
خلال اللقاء الذي عُقد في القاهرة، استعرض الوزير عبد العاطي الجهود المستمرة التي تقوم بها مصر بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة في سبيل وضع حد للحرب على غزة، وتسريع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، فضلاً عن المساعي لعقد صفقة تبادل أسرى شاملة وعادلة. وشدد عبد العاطي على ضرورة تفعيل خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي أقرها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والتي تهدف إلى بناء غزة دون تهجير سكانها، وتمتد لخمسة أعوام بتكلفة تُقدر بنحو 53 مليار دولار.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى خطورة الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وعرقلة سلطات الاحتلال لنفاذ المساعدات، مُجدداً رفض مصر القاطع لعمليات التهجير، ومؤكداً تطلع بلاده لاستضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار فور التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
كما تناول اللقاء تصاعد الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، والتي أسفرت عن سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، محذراً من تداعيات استمرار الانتهاكات بحق الفلسطينيين الأبرياء على السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وأكد عبد العاطي خلال اللقاء أن “توسيع دائرة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الخيار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار الدائم في المنطقة”. وأعرب عن تطلع مصر إلى عقد المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية.
من جانبه، أثنى كريستوف بيجو على الجهود المصرية الحثيثة في احتواء التصعيد المتواصل، مشيداً بالدور المحوري لمصر في دعم مساعي السلام وتحقيق الاستقرار الإقليمي، ودعم المساعي الإنسانية لإغاثة الشعب الفلسطيني.
وفي ضوء الهجمات الأخيرة على إيران وتأجيل مؤتمر السلام الدولي المقرر عقده في نيويورك، شدد عبد العاطي على أهمية تضافر الجهود الدولية لإعادة إطلاق العملية السلمية، ومحاسبة المتورطين في جرائم الحرب ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وضرورة دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.