مصر تُحذر من أزمة سد النهضة بعد إعلان فشل تام للمفاوضات الرسمية

أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وصول مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا إلى طريق مسدود تماما مؤكدا أن مصر استنفدت كل وسائل التفاوض السلمي على مدار ما يزيد عن 13 عاما دون تحقيق أي تقدم ملموس في ظل تعنت الجانب الإثيوبي ورفضه الدائم للتعاون بجدية

أكد الوزير أن مصر دخلت هذه المفاوضات بحسن نية ومرونة كبيرة من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد بما يراعي مصالح جميع الأطراف خاصة أن نهر النيل يمثل المصدر الرئيسي للحياة في مصر التي تعتمد عليه بنسبة 97% لتلبية احتياجاتها المائية

أشار إلى أن المفاوضات التي جرت مؤخرا لم تسفر عن أي نتائج جديدة وأن أديس أبابا ما تزال تمارس سياسة فرض الأمر الواقع مؤكدا أن القاهرة لن تقبل بتعريض أمنها المائي للخطر تحت أي ظرف

صرح عبد العاطي بأن مصر عرضت عشرات المقترحات الفنية التي تضمن للإثيوبيين توليد الكهرباء دون الإضرار بحصة مصر والسودان التي تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب سنويا من المياه لكن الجانب الإثيوبي يصر على اتخاذ قرارات أحادية الجانب بدون أي تنسيق أو التزام قانوني

أوضح أن فشل هذه الجولة من المحادثات يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبرى إذ بات من الواضح أن إثيوبيا تتجاهل كل المعايير الدولية والاتفاقيات التاريخية التي تنظم استخدام مياه الأنهار العابرة للحدود

أضاف أن مصر لن تتهاون في حقوقها المائية وأن جميع الخيارات مطروحة بما في ذلك الدفاع المشروع عن النفس وفقا لما تنص عليه مبادئ القانون الدولي مشددا على أن الأمن المائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي

لفت إلى أن مصر وجهت عدة نداءات للأمم المتحدة ومجلس الأمن لتوضيح خطورة استمرار هذا النهج الإثيوبي الأحادي خاصة بعد تنفيذ أربع مراحل من ملء السد دون اتفاق

نوه بأن هذه الأزمة تجاوزت البعد الفني وأصبحت تهديدا وجوديا يستدعي تحركا دوليا عاجلا لتفادي كارثة مائية إقليمية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي بالكامل