العالم العربيمصر

السيسي: السلام لا يأتي بالقصف ويدعو للاقتداء بسلام مصر وإسرائيل في ذكرى 30 يونيو

في كلمة متلفزة ألقاها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو، شدد الرئيس على أن “السلام لا يولد بالقصف ولا بالقوة ولا بتطبيع ترفضه الشعوب”، داعيًا إلى الاستفادة من تجربة السلام التي أبرمت بين مصر وإسرائيل في سبعينات القرن الماضي كنموذج يُحتذى لحل النزاعات القائمة في المنطقة.

واتت تصريحات الرئيس السيسي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، إذ أكد خلال كلمته التي أذاعتها الرئاسة المصرية على أهمية استلهام الدروس من التجارب الناجحة لتحقيق الاستقرار. وتزامن ذلك مع إعلان القاهرة عن جهود مكثفة للتوصل إلى اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة، من خلال مناقشات موسعة بشأن رؤية شاملة للحل الجذري والدائم للأزمة.

جدير بالذكر أن مصر كانت قد وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل في 26 مارس 1979 بالعاصمة الأمريكية واشنطن، عقب اتفاقية “كامب ديفيد” عام 1978. وأبرز بنود هذه المعاهدة تضمنت وقف حالة الحرب بين البلدين، وتطبيع العلاقات الثنائية، إضافة إلى انسحاب إسرائيل الكامل من شبه جزيرة سيناء وإبقائها منطقة منزوعة السلاح، الأمر الذي رسخ دور القاهرة كلاعب محوري في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط.

وقال الرئيس السيسي: “تجربة السلام المصري الإسرائيلي خير دليل على أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بالاحترام المتبادل والرغبة الصادقة من كافة الأطراف، وما زالت هذه التجربة تلهم العالم بأهمية الحوار بدلاً من القوة”.

وأضاف: “على الجميع أن يدرك أن الخيارات العسكرية لم ولن تحقق السلام المنشود، لذا أدعو كافة الأطراف في النزاعات الراهنة إلى وضع إرادة الشعوب في المقدمة والعمل من أجل مستقبل يسوده الاستقرار والتفاهم.”

وأضاف: “من منبر المسؤولية التاريخية، أناشد أطراف النزاع، والمجتمع الدولي بمواصلة اتخاذ كل ما يلزم، والاحتكام لصوت الحكمة والعقل، لتجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار”.

وأكد أن “مصر، الداعمة دائما للسلام، تؤمن بأن السلام لا يولد بالقصف ولا يُفرض بالقوة ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، فالسلام الحق يُبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم”.

السيسي شدد على أن “استمرار الحرب والاحتلال لن يُنتج سلاما، بل يغذي دوامة الكراهية والعنف، ويفتحُ أبواب الانتقام والمقاومة التي لن تُغلق”.

ومضى قائلا: “كفى عنفا وقتلا وكراهية، وكفى احتلالا وتهجيرا وتشريدا”، وشدد على أن “السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلا، فقد كان دوماً خيار الحكماء”.

وزاد: “ولنستلهم من تجربة السلام المصري الإسرائيلي في السبعينيات التي تمت بوساطة أمريكية، برهانا على أن السلام ممكن إن خلُصت النوايا”.

وأكد أن “السلام في الشرق الأوسط، لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.

ويأتي حديث الرئيس المصري بعد ساعات من إعلان وزير خارجيته بدر عبد العاطي، في مقابلة مساء الأحد عن أن “مصر تعمل حاليا على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتضمن هدنة 60 يوما”.

وقال إن “الرؤية الشاملة (للحل في غزة) مطروحة بالتأكيد من جانب واشنطن ونقدر رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العمل على استدامة وقف إطلاق النار، وأن يقود ذلك إلى تسوية شاملة”.

وخلال الأيام القليلة الماضية، كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بغزة وأنه “بات وشيكا جدا”، وسط أحاديث عن إمكانية توسيع التطبيع بين إسرائيل ودول عربية إضافية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي نحو 190 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض بسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى