الحكومة تخلد ذكرى 19 زهرة حصدهن الموت بإطلاق أسمائهن على المنشآت العامة

أعلنت الحكومة تنفيذ قرار إطلاق أسماء الفتيات التسع عشرة ضحايا حادث “شاحنة الموت” على المنشآت العامة والشوارع في قريتهن كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية تخليدًا لذكراهن وتوثيقًا لألم لن يُنسى

جاء القرار بعد فاجعة صادمة هزت القلوب وأبكت العيون حين تحولت رحلة عمل شاقة في صباح يوم اعتيادي إلى مأساة دامية انتهت بسقوط أرواح بريئة تراوحت أعمارهن بين 14 و23 عامًا تحت عجلات شاحنة فقد سائقها السيطرة فدهس الأمل قبل الأجساد

أفقد الحادث أسرًا بأكملها بناتها في لحظة واحدة بعدما صعدن إلى حافلة صغيرة نحو مزارع العنب بحثًا عن 130 جنيهًا يوميًا من أجل المساعدة في مصاريف الحياة فكانت النهاية جثثًا هامدة تنقلها سيارات الإسعاف من الإسفلت الملطخ بدماء تعب السنين

استيقظت القرية على بكاء الأمهات وصراخ الجدات وذهول الآباء وهم يودعون من كبرن في أحضانهم فجأة دون وداع دون نذير دون حتى لحظة استعداد وكل ما تبقى منهم الآن صور على الجدران وأسماء على اللافتات ودموع على الأرصفة

اهتزت منوفية كلها من هول الكارثة وساد السكون المشوب بالقهر بين أرجاء كفر السنابسة التي باتت تُعرف باسم قرية الأرواح الطاهرة بعد أن فقدت أجمل ما فيها في حادث كان يمكن منعه لو كانت الطرق آمنة والرقابة حقيقية والسائقون مؤهلين

لم تكن الفتيات ذاهبات للنزهة ولا للعب بل خرجن من بيوتهن عند الفجر حاملات في قلوبهن حلمًا صغيرًا بلقمة تسد الجوع وحذاء لأخ صغير ومصروف مدرسي لكن طريق الإقليمي كان أقسى من الفقر وأسرع من الأحلام فسرق أرواحهن في لحظة غدر

تشهد القرية الآن أعمال طلاء لافتات جديدة تحمل أسماء الفتيات واحدة تلو الأخرى ليظل مرور الأهالي من تلك الشوارع شهادة دائمة على المأساة ولتتحول كل خطوة إلى تذكار حي بأن الفقر قد يقتل قبل الجوع وأن الطرق المصرية لا ترحم حتى الزهور