حقوق وحريات

ثماني سنوات خلف القضبان تنتهي بقيود قاسية على السكران والطريفي

أفرجت السلطات السعودية عن المفكر الإسلامي إبراهيم السكران بعد اعتقال استمر منذ يونيو 2016 لتنتهي بذلك ثماني سنوات كاملة من الاحتجاز الصامت دون محاكمة علنية ودون توضيح رسمي لأسباب الحبس الذي طال

امتد الاعتقال لما يقارب 2920 يوما ظل فيها السكران معزولا عن العالم صامتا عن الفكر ممنوعا من الكلمة التي كانت يوما ما بوصلته وسط صمت مؤلم حاصر صوته وأبعده عن ساحات النقاش التي طالما تميز فيها

انتهت تلك السنوات الثقيلة لكن الإفراج لم يكن حرية بل قيد آخر إذ لم يُسمح له حتى اللحظة باستعادة صوته أو تحريك قلمه أو تجاوز حدود المنع المفروض على ظهوره ونشر أفكاره التي كانت سببا في احتجازه

تكرر المشهد ذاته مع الداعية المعروف عبدالعزيز الطريفي الذي قضى أيضا نحو ثماني سنوات من الاعتقال وسط صمت عميق حيث غابت الرواية الرسمية وغابت المحاكمات العادلة وغابت حتى اللحظة الإجابة عن سؤال لماذا

مرت السنوات ببطء على الطريفي الذي وجد نفسه حبيسا بين الجدران في عزلة قسرية بدأت ولم تُعرف أسبابها سوى أنها مرتبطة بمنشورات قديمة عبّر فيها عن رأيه فأودع بسببها السجن

لم يكن خروجه من المعتقل نهاية الطريق بل بداية مرحلة جديدة من التقييد إذ يستمر منعه من السفر والظهور والحديث كأن القيود لم تزل بل تبدلت أشكالها وبقي الصمت سيد الموقف

تثقل هذه النهاية القاسية القلوب وتضع علامات استفهام لا تنتهي حول واقع الحريات الفكرية في بلد كان بإمكانه أن يحتضن العقول لا أن يطويها في الزنازين بصمت يفضح كل شيء دون أن يقول أي شيء

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى