العالم العربي

فرونتكس والمليشيات الليبية يتجاهلان المهاجرين في البحر و’سي ووتش’ تنقذ 81 شخصًا

أكدت منظمة “سي ووتش” أنها نجحت في إنقاذ 81 مهاجرا كانوا قد انطلقوا من السواحل الليبية في رحلة غير قانونية محفوفة بالمخاطر، بعد أن تعطّل قاربهم في عرض البحر.

وقالت المنظمة على منصتها الرسمية “إكس” إن وكالة “فرونتكس” الأوروبية، المعنية بحماية الحدود الأوروبية، كانت قد حددت موقع المهاجرين في وقت مبكر، ولكنها فشلت في التدخل في الوقت المناسب، ليبقى هؤلاء المهاجرون في حالة خطر شديد.

وأوضحت المنظمة أن الوضع في البحر تحول إلى أزمة حقيقية بعدما وصلت مجموعة من الزوارق السريعة، التي تتبع “مليشيات ليبية”، إلى المكان الذي كان فيه القارب العاطل.

وتابعت المنظمة أنه على الرغم من أن “فرونتكس” كانت قد علمت بموقعهم، إلا أن تدخلها كان بطيئًا وغير فعال، مما وضع حياة هؤلاء المهاجرين في خطر حقيقي.

وأكدت “سي ووتش” أن هذه الحادثة تكشف الطريقة التي يتعامل بها الاتحاد الأوروبي مع أزمة الهجرة غير النظامية.

وتوجهت المنظمة بانتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي بسبب فشله المستمر في تنفيذ استراتيجيات إنقاذ فعالة، مشيرة إلى أن عمليات الإنقاذ عادة ما تتأخر أو يتم تجاهلها تمامًا، مما يعرّض حياة المهاجرين للخطر.

ورأت المنظمة أن ذلك يأتي في إطار نهج “غير قانوني” يعتمد على التواطؤ مع المليشيات الليبية، التي غالبًا ما تكون جزءًا من عمليات الردع غير الإنسانية للمهاجرين.

وأردفت المنظمة أن سفينتها “أورورا” كانت السبّاقة في الوصول إلى مكان الحادث، حيث قامت بعملية إنقاذ سريعة وفعّالة، ما مكنها من إنقاذ جميع المهاجرين الـ81.

وأشارت إلى أن هذه العملية تمت في وقت حساس للغاية، حيث كانت حياة هؤلاء المهاجرين مهددة بشكل مباشر بسبب تأخر الفرق الأوروبية.

بعد إتمام عملية الإنقاذ، تم نقل المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث وصلوا إليها سالمين في صباح اليوم التالي، في حين كان التأخير في الاستجابة من جانب الجهات الأوروبية يجعل الوضع يبدو أكثر فوضوية وأكثر تعقيدًا.

وأوضحت “سي ووتش” أن تأخر وصول المساعدات الأوروبية يبرز الفجوة الكبيرة في استجابة الاتحاد الأوروبي في التعامل مع قضايا الهجرة، مما يعكس بشكل قاطع مدى تراجع الالتزام بالمعايير الإنسانية، في حين لا تزال الدول الأوروبية تعتمد بشكل متزايد على المليشيات الليبية لتولي دور الحراسة البحرية، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف.

وفي الختام، أكدت “سي ووتش” أن هذه الحادثة يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للاتحاد الأوروبي، داعية إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية في استراتيجيات الإنقاذ، بحيث تكون الأولوية دائمًا لإنقاذ الأرواح، بدلاً من القبول بالأطراف غير الشرعية أو التعاون مع مليشيات تقوم بممارسات غير قانونية وغير إنسانية في البحر.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى