المستوطنون يحرقون الأراضي الفلسطينية بتنسيق مع جيش الاحتلال في تصعيد غير مسبوق

أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان أن مستوطنين إسرائيليين نفذوا، في يونيو الماضي، سلسلة اعتداءات منظمة ومتزامنة عبر الضفة الغربية المحتلة، هدفوا من خلالها إلى إحراق أراضٍ فلسطينية وممتلكات السكان.
وأوضح شعبان أن هذه الهجمات كانت أكثر تنظيماً من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أن المستوطنين استخدموا تقنيات متطورة لإشعال النيران، بما في ذلك مواد سريعة الاشتعال كانت السبب الرئيسي في إحراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
وأشار شعبان إلى أن الاعتداءات تركزت في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، من شمالها إلى جنوبها، حيث كان الهجوم يتم بشكل منسق، ليشمل عدة أماكن في وقت واحد.
هذا التكتيك كان يهدف إلى تشتيت الانتباه، ما يعوق أي محاولة فلسطينية لصد الهجوم. وأضاف أن الاعتداءات شملت غالبًا تدمير المحاصيل الزراعية وممتلكات المواطنين، التي تُعتبر مصدر رزق لهم.
أوضح شعبان أيضًا أن العدد الإجمالي للمستوطنين المشاركين في هذه الهجمات قد ازداد بشكل ملحوظ في يونيو، حيث كانت الغالبية منهم مسلحين.
ولفت إلى أنهم كانوا يرتدون زيًا موحدًا أسود اللون، مما يشير إلى أن هذه الهجمات كانت تخضع لتنظيم دقيق، كما أنهم كانوا يغطون وجوههم لتجنب التعرف عليهم.
لم يمر يوم في يونيو دون أن تسجل فيه هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وقوع اعتداء، حيث كانت مناطق شرق رام الله ومسافر يطا في الخليل هي الأكثر تعرضًا لهذه الهجمات.
وبحسب بيانات الهيئة، فقد أدى التصعيد الكبير للاعتداءات إلى تهجير حوالي 30 تجمعًا فلسطينيًا من أماكن سكنهم في الضفة الغربية، في وقت كانت فيه الهجمات على غزة تأخذ منحىً آخر من العنف والتدمير.
وأضاف شعبان أن عمليات القتل والتهجير في الضفة كانت تأتي بالتوازي مع عمليات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في غزة، حيث أسفرت عن استشهاد 989 فلسطينيًا على الأقل، مع إصابة نحو 7 آلاف آخرين واعتقال أكثر من 18 ألف فلسطيني.
ومع اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، لم تقتصر جرائم الاحتلال على هذه المدينة فقط، بل امتدت إلى الضفة الغربية، حيث تسببت الحرب في مقتل وجرح نحو 193 ألف فلسطيني، بينما لا يزال المئات في عداد المفقودين.
في الوقت نفسه، كانت موجات التهجير القسري مستمرة، مما أسفر عن مئات الآلاف من النازحين والذين يعانون من مجاعة تجتاح القطاع.