العالم العربي

الفصائل الفلسطينية تعلن تأييدها الكامل لموقف “حماس” بشأن وقف إطلاق النار في غزة

أعلنت فصائل فلسطينية بارزة عن دعمها المطلق لموقف حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في تعاطيها مع المقترحات الدولية المطروحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما يعكس وحدة وطنية راسخة في لحظة مفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية.

وقد توالت بيانات التأييد من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، مؤكدة أن موقف “حماس” ليس مجرد اجتهاد فردي، بل يستند إلى غطاء سياسي وشعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الأمثل لحماية الحقوق الوطنية والتصدي للعدوان. هذا الدعم الجماعي يرسل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي مفادها أن الشعب الفلسطيني موحد في سعيه لتحقيق مطالبه العادلة.

ويعتبر هذا التوافق، الذي جاء في لحظة حرجة من مسار الحرب والتفاوض، تعبيرًا عن نضج سياسي ومسؤولية وطنية، ويكرس وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. كما يؤكد أن المقاومة لا تزال تحظى بالثقة والدعم من مختلف مكونات الشعب الفلسطيني، وأنها تمثل صمام الأمان لحماية حقوقه المشروعة.

تصريحات بارزة:

“إننا نؤكد على دعمنا الكامل لموقف حركة حماس، ونرى فيه تعبيراً صادقاً عن آمال وتطلعات شعبنا الفلسطيني.” – أحد ممثلي الفصائل الفلسطينية

“هذا التوافق هو رسالة واضحة للجميع بأننا شعب واحد موحد، وأننا لن نتنازل عن حقوقنا مهما كانت التحديات.” – أحد قادة المبادرات الشعبية

التزام وطني 

حيث ثمّن منسق “المؤتمر الشعبي الفلسطيني – 14 مليون”  (مبادرة شعبية فلسطينية مستقلّة) عمر عساف، الموقف الذي اتخذته “حماس” في تعاطيها مع المبادرة المعدّلة لوقف إطلاق النار، واصفًا إياه بالموقف المسؤول الذي يُعبّر عن حرص الحركة على التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دون التنازل عن المبادئ الأساسية المرتبطة بانسحاب جيش الاحتلال وإنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بعيدًا عن الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية.

واعتبر عساف في حديث لـ”قدس برس”، أن ما يستحق التقدير بشكل خاص هو نهج التشاور الذي التزمت به حماس، سواء مع فصائل المقاومة أو مع بقية القوى الفلسطينية الحية، قبل الرد على المقترحات المطروحة. هذا التشاور، برأيه، يعكس الحاجة الملحّة إلى توحيد الصف الوطني، ويؤكد أن القوى الفلسطينية لا تزال تقف إلى جانب خيار المقاومة وتؤمن بأن الخلاص من الاحتلال هو المدخل الحقيقي لبناء مستقبل فلسطيني حر.

وأشار إلى أن وحدة الموقف المقاوم ووضوح الهدف السياسي في ظل هذا العدوان يفتح الباب أمام جعل “اليوم التالي” في قطاع غزة يومًا فلسطينيًا بامتياز، مشددًا على أن هذا المسار هو ما يمكن أن يردع العدوان الإسرائيلي، ويمنح الفلسطينيين القدرة على مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية.

وختم عساف مؤكداً أن موقف “حماس” يعكس التزامًا وطنيًا عاليًا بمصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه، ويكرّس خيار المقاومة كطريق ثابت في مواجهة الاحتلال، معربًا عن احترامه وتقديره لهذا الموقف المسؤول في لحظة مفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية.

الخيار الجامع 

بدوره أكد رئيس دائرة العلاقات الوطنية في “حماس” بالخارج، علي بركة، أن تأييد معظم الفصائل الفلسطينية لموقف الحركة في تعاطيها مع المقترحات المقدمة من الوسطاء المصريين والقطريين لوقف العدوان على غزة، يعكس وحدة الصف الفلسطيني والتفافه حول خيار المقاومة.

وأوضح بركة في حديث لـ”قدس برس” اليوم السبت، أن هذا التوافق، الذي عبّرت عنه بيانات واضحة صادرة عن 14 فصيلًا فلسطينيًا، يوجّه رسالة قاطعة بأن الشعب الفلسطيني موحّد في مربع المقاومة، وأن حركة “حماس” لم تكن وحدها في هذا المسار، بل تقف خلفها قوى وطنية وشعبية ترفض الاستسلام أو المساومة على الحقوق.

وشدد على أن المقاومة بقيادة “حماس” أثبتت حرصها على الوحدة الوطنية، وعلى حماية الأرض والشعب والمقدسات، معتبرًا أن حجم التضحيات التي قدمتها الحركة وفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني خلال العدوان الحالي، يؤكد أن هذا الشعب لن يرضخ، وسيواصل التمسك بخيار المقاومة حتى تحرير الأرض وعودة اللاجئين.

وأضاف أن الرهان على استفراد الاحتلال بالحركة أو كسرها قد سقط، مشيرًا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، فشل في تحقيق أهدافه المُعلنة التي وعد فيها بـ”سحق حماس والمقاومة”. فبعد 22 شهرا من الحرب، ما زالت حماس صامدة، والمقاومة مستمرة، وغزة تقاتل، والشعب الفلسطيني يرفض التهجير أو التنازل عن شبر من أرضه.

واختتم رسالته بتوجيه التحية لصمود الفلسطينيين في الداخل والشتات، مؤكدًا أن فصائل المقاومة، بقيادة حماس، باقية على العهد، تواصل النضال دفاعًا عن الأرض والشعب والمقدسات، حتى تتحقق تطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والعودة والاستقلال.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى