منظمة العفو الدولية تكشف جرائم أنظمة استبدادية تقتل حقوق الإنسان في السودان وكينيا والصين

أكّد تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2025 أن مشهد حقوق الإنسان العالمي تحوّل إلى مسرح دموي من القهر والتنكيل، حيث باتت الأنظمة تستعرض قسوتها بلا خجل أو رادع.
كشفت الوقائع أن كينيا تعيش تحت وطأة دكتاتورية لا ترحم، تضرب بقبضة من حديد كل صوت حر أو مطلب مشروع، لتسحق حقوق مواطنيها بوحشية مفرطة.
أوضح التقرير أن السودان صار نموذجًا صارخًا للقمع الممنهج، حيث تمارس السلطات هناك اعتقالات عشوائية وتعذيبًا وحشيًا ضد المدنيين الذين يجرؤون على المطالبة بأبسط حقوقهم، تاركة الشعب في دوامة من الخوف واليأس.
صرّح التقرير أن الصين تقود حربًا على الإنسانية بحق، مستخدمة أبشع أساليب التعذيب والإخفاء القسري، وتحتجز آلاف المعارضين والصحفيين في زنازين مظلمة بلا أي قانون أو رحمة. أشار التقرير إلى أن هذه الجرائم ليست مجرد تجاوزات، بل هي سياسة ممنهجة متعمدة تسعى لسحق كل محاولة للتمرد أو التعبير عن الرأي، عبر أذرع بوليسية مخيفة تتحكم في حياة الملايين بلا رحمة أو ضمير. نفى التقرير أي وجود لحقوق حقيقية في هذه البلدان، مؤكداً أن الشعوب هناك تُعامل كالعبيد لا أكثر.
أوضح التقرير أن القمع يتجاوز الحدود الجغرافية، حيث تنتشر آلة البطش في كل ركن من أركان العالم، وتغلق الأفواه بالقوة، وتسرق الحريات بالحديد والنار. لفت التقرير إلى أن الممارسات تشمل التعذيب الجسدي والنفسي، والاعتقالات التعسفية، والحصار الاقتصادي الذي يُستخدم كأداة إضافية لتدمير كرامة الإنسان وقهره. أكد التقرير أن المجتمع الدولي أصبح مشلولًا أمام هذه الجرائم، وكأنه شاهد يتفرج على جريمة بشعة بلا أي تحرك فعلي، مما يعكس فشلاً ذريعًا في حماية حقوق الإنسان.
استرسل التقرير في وصف كيف تحولت حياة الملايين إلى كابوس مستمر من الرعب والتنكيل، وسط غياب العدالة والعقاب، مما أدى إلى تفشي ظاهرة الإفلات من العقاب التي شجعت الأنظمة على المضي قدمًا في انتهاكاتها بلا خوف. نوه التقرير إلى أن هذا الوضع الخانق يولد الكراهية واليأس، ويمهد الطريق لأزمات اجتماعية وسياسية أكبر تهدد استقرار العالم بأسره. أكد التقرير أن الأنظمة المستبدة تتشارك في لعبة القمع، فتشكل تحالفات صامتة لتعميق معاناة شعوبها وحبسها في سجون لا مخرج منها.
أردف التقرير أن الاستمرار في تجاهل هذه الكارثة الحقوقية يعمّق الأزمة ويجعلها خارج السيطرة، مؤكدًا أن الوقت انتهى لكل الأعذار، وأن المواجهة الحقيقية هي السبيل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من كرامة الإنسان على هذه الأرض. صرح التقرير بأن هروب الحكومات والمجتمع الدولي من الحقيقة لن يوقف هذا المد الدموي، بل يزيد من حممه ويعمّق جراح الضحايا الذين يعانون في صمت. نبه التقرير إلى أن سكوت العالم عن هذه الجرائم هو مشاركة ضمنية في الجريمة ذاتها، وأن الفضح هو خطوة أولى في طريق الانتصار للإنسانية.