أخبار العالم

تورط ساركوزي رئيس فرنسا السابق بتمويل انتخابي سري من نظام معمر القذافي

أثار نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، موجة عارمة من الجدل بعد انكشاف خيوط فضيحة تمويل مشبوه لحملته الانتخابية تعود إلى النظام الليبي السابق بقيادة معمر القذافي.

اتهمت جهات قضائية فرنسية ساركوزي بتلقي مبالغ ضخمة بطرق غير قانونية، وهو ما يضعه في قلب واحدة من أعنف القضايا السياسية التي هزت أروقة السلطة الفرنسية في العقود الأخيرة.

أوضح محققون أن التمويل الليبي المزعوم لحملة ساركوزي الانتخابية بلغ ملايين اليوروهات، تم تمريرها من خلال قنوات سرية خارج الأطر القانونية.

أكد شهود كانوا في قلب الحدث أن هذه الأموال لم تكن دعماً عشوائيًا، بل استثمارًا سياسيًا مدروسًا من قبل القذافي لتأمين نفوذ مباشر داخل الإليزيه.

زعم مطلعون أن الحقائب الممتلئة بالنقد الليبي تم نقلها عبر وسطاء مجهولين إلى باريس، وتم تسليمها مباشرة لأشخاص مقربين من ساركوزي، ما أدى لاحقًا إلى فتح تحقيقات مع العديد من المسؤولين السابقين والمقربين من حملته. أشار القضاء الفرنسي إلى أن التحقيقات تتوسع بشكل يومي بعد ظهور مستندات وشهادات جديدة تعزز رواية التمويل غير المشروع.

كشف مراقبون أن القضية لا تتعلق فقط بأموال، بل بمقايضات مشبوهة بين القذافي وساركوزي، شملت وعودًا سياسية وامتيازات اقتصادية لليبيا في حال فوز ساركوزي بالرئاسة. وأضافوا أن هذه الصفقات السرية كانت سببًا في تغير مفاجئ في السياسة الفرنسية تجاه ليبيا بعد اندلاع الربيع العربي، وهو ما يثير تساؤلات محرجة حول مدى تورط أعلى هرم السلطة الفرنسية في هندسة مواقف تخدم مصالح شخصية.

أعلن قضاة التحقيق أن ساركوزي يواجه اتهامات تشمل الفساد والتمويل غير المشروع واستغلال النفوذ، وهي تهم قد تجره إلى السجن في حال إدانته. نبهت أوساط قضائية إلى أن المسار القانوني لا يزال طويلاً، لكنه يسير بثبات نحو فضح المزيد من التفاصيل المحرجة التي طُمست لسنوات تحت غطاء المناورات السياسية.

استدرك أحد المراقبين بالقول إن قضية ساركوزي ليست حادثًا فرديًا، بل تعكس شبكة من التداخلات المريبة بين المال والسياسة، تكشف كيف يمكن لرئيس دولة أوروبية أن يفتح أبواب الحكم أمام دكتاتور عربي مقابل تمويل سري يمر تحت الطاولة.

لفت خبراء في الشأن الفرنسي إلى أن هذه الفضيحة لم تكن لتطفو على السطح لولا تغيير مزاج العدالة الفرنسية، التي باتت أكثر جرأة في ملاحقة رؤوس السلطة، بعد عقود من التجاهل والتواطؤ. أكدوا أن التحقيقات الجارية تشكل لحظة فاصلة في تاريخ فرنسا السياسي، حيث يخضع رئيس سابق لاستجواب متكرر بسبب أموال جاءت من نظام متهم بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

أردف مراقب فرنسي أن ما تم كشفه حتى الآن ليس سوى رأس جبل الجليد، وأن ما خفي أعظم بكثير، خصوصًا أن أطرافًا دولية أخرى ربما تورطت في تسهيل هذه التحويلات المالية الغامضة. استرسل بالقول إن مصير ساركوزي السياسي تحطم بالكامل، لكن تداعيات القضية قد تزلزل مؤسسات فرنسية أخرى إذا استمرت التحقيقات بنفس الوتيرة.

بهذا المشهد المليء بالريبة والدهشة، يقف نيكولا ساركوزي اليوم كرمز صارخ لعصر تداخل فيه النفوذ بالفساد، وانقلبت فيه المعايير الأخلاقية داخل بلاط الجمهورية الخامسة، تاركًا وراءه بصمة سوداء في ذاكرة الفرنسيين وملفًا ثقيلًا يتعثر به القضاء الفرنسي حتى اللحظة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى