بيان صادر عن الهيئة الدولية لمناصرة راشد الغنوشي

أصدرت محكمة تونسية يوم 08 جويلية/ يوليو 2025 أحكامًا ثقيلة بالسجن في ما يُعرف بقضية “التآمر2”، والتي استهدفت مجموعة واسعة من الشخصيات السياسية والإعلامية البارزة وعلى رأسهم الشيخ راشد الغنوشي، الرئيس السابق لمجلس نواب الشعب وزعيم حركة النهضة والبالغ من العمر 84 عاما .

وقد حُكم على الشيخ راشد بالسجن لمدة 14 سنة، كما شملت الأحكام الصادرة كلاً من رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، والمديرة السابقة لديوان رئاسة الجمهورية نادية عكاشة، ووزير الخارجية الأسبق الدكتور رفيق عبد السلام، إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين السابقين والصحفيين.

تفتقر قضية “التآمر 2”، المعروفة أيضًا باسم “قضية الجهاز السري” لأي أساس قانوني، وتعد ملفًا مصنوعا على المقاس، بدوافع وغايات سياسية تهدف إلى تصفية معارضي السلطة.

حيث تم إتهام الشيخ راشد بالإشراف على إنشاء شبكة سرّية لاختراق مؤسسات الدولة بهدف تقويض الأمن.

واعتمدت المحكمة حصريًا في اتهامها على شهادة من “واشي” أو شاهد سري، دون تقديم أي دليل مادي او مؤيدات قانونية تدعم هذه الإدعاءات الخطيرة.

واتسمت الشهادة بتناقضات صارخة وأكاذيب واضحة وفبركات سافرة، ممّا يجعلها غير مقبولة قانونيًّا في أي محكمة تتوفر على الحد الأدنى من شروط الاستقلالية والعدالة.

ومع ذلك، مضت المحكمة في إصدار أحكام قاسية ضد جميع المتهمين، كما حصل في قضايا كثيرة سابقة ضد المعارضين السياسيين.

تؤكد هذه المحاكمة مرة أخرى انتفاء استقلالية القضاء في تونس، وانهيار ضمانات المحاكمة العادلة، وتحوّل النظام القضائي إلى أداة لتصفية الحسابات السياسية.

ويضاف هذا الحكم إلى أحكام مسيسة سابقة ضد الشيخ راشد، بما يجعل مجمل الاحكام ضده تصل إلى 40 سنة سجنا.

وبناءً على ما سبق ، فإن اللجنة الدولية لمناصرة راشد الغنوشي :

• تدين بشدة الأحكام الجائرة ذات الدوافع السياسية الصادرة في قضية “التآمر 2” ضد الشيخ راشد الغنوشي وجميع المتهمين الآخرين.
• تدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الشيخ راشد الغنوشي، نظرًا لغياب شروط المحاكمة العادلة ونظرا لتقدم سنه ومكانته الدولية.
• تطالب بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين في تونس على اختلاف انتماءاتهم، ووقف استخدام القضاء أداة لقمع المعارضة وتكميم الأفواه.
• تدعو المجتمع الدولي ، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، والمفكرين، وناشطي المجتمع المدني إلى التضامن مع الشيخ راشد الغنوشي وكل من تمّ اعتقالهم تعسفًا بسبب آرائهم السياسية.

عن اللجنة الدولية لمناصرة راشد الغنوشي

الدكتور رفيق عبد السلام
المنسق العام