رياضة

الأهلي يتمسك بوسام أبو علي ويغلق الأبواب أمام مستقبله الاحترافي

أفصح اللاعب الفلسطيني وسام أبو علي عن رغبته الواضحة والصريحة في مغادرة النادي الأهلي وخوض تجربة احترافية جديدة، إلا أن إدارة النادي واجهته بموقف متعنت، أقرب ما يكون إلى ابتزاز مالي فج، حيث رفضت كل العروض الخارجية التي تلقاها اللاعب لمجرد أنها لا تُرضي جشعهم المالي المبالغ فيه.

أصر مسئولو الأهلي على التمسك باللاعب وكأنهم يمتلكونه بلا حق في تقرير مصيره، رغم أنه لا يشعر بالراحة داخل النادي، ويبحث عن فرصة حقيقية لإثبات نفسه في دوري أكثر قوة. وبينما أبدى أبو علي رغبة محترمة في الرحيل بهدوء، ردّت الإدارة بتمسك مشروط هدفه الضغط عليه وحرمانه من الخروج، إلا إذا تم دفع مبلغ تعجيزي وصل إلى 10 ملايين دولار، ما تسبب في انسحاب ناديي الريان القطري والوصل الإماراتي من التفاوض تمامًا.

قرر الأهلي فجأة، وتحت ضغط واقع يفرض نفسه، دراسة تقديم ترضية مالية للاعب، في محاولة لشراء صمته ودفن القضية مؤقتًا، في تصرف يُعبّر عن مدى ارتباكهم وسوء إدارتهم للملف. فلم يكن الحل المطروح نابعًا من احترام احترافي للاعب، بل مناورة مكشوفة للهروب من تبعات الأزمة، التي أصبحت حديث كواليس الكرة العربية.

ارتبط وسام أبو علي بعقد يمتد حتى صيف 2028، بعد أن لعب موسمًا ونصف فقط مع الأهلي، شارك خلالهما في 60 مباراة وحقق 48 مساهمة تهديفية، بينها 38 هدفًا و10 تمريرات حاسمة. أرقام لا تكذب، بل تفضح تجاهل الإدارة لما قدّمه من أداء لافت، وتحولها إلى حجر عثرة أمام مستقبله.

تجاهل النادي رغبة اللاعب وفضّل التمسك به وكأنه قطعة أثاث لا يمكن تحريكها، ما خلق حالة توتر داخلية، وضغطًا نفسيًا متزايدًا على وسام، الذي يشعر بأنه محتجز رغمًا عنه. لم تُبدِ الإدارة أي نية صادقة لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف، بل استمرت في أسلوبها المعروف: إغلاق الباب أمام أي تفاوض، والتعامل مع اللاعب بمنطق السيطرة التامة.

انكشف الوجه الحقيقي للإدارة التي ترفع شعار الاحتراف لكنها تتعامل بعقلية قديمة، لا تعترف بحقوق اللاعبين، ولا تحترم طموحاتهم، بل تستخدم العقود وسيلة لتكبيلهم، وتضع الأرقام التعجيزية كحواجز لمنعهم من المغادرة. هذا ما حصل فعليًا مع أبو علي، الذي لم يطلب أكثر من حقه في اختيار مستقبله، لكنّه وُوجه بإصرار على تقييده ماليًا.

استعد الأهلي للسفر إلى تونس لإقامة معسكر الإعداد للموسم الجديد، في وقت لا تزال فيه أزمة أبو علي قائمة، وبدلًا من حسم الموقف باحترافية، تحاول الإدارة كتم أصوات الاعتراض عبر صفقات داخلية لم تُقنع أحدًا، ولا يبدو أنها ستنهي حالة الغليان التي تشتعل يومًا بعد آخر.

حالة وسام أبو علي ليست مجرد نزاع عادي، بل مرآة حقيقية لحالة التخبط الإداري، وغياب الشفافية، والاستخفاف بحقوق اللاعبين في أكبر أندية القارة. الأهلي اليوم في مواجهة أزمة أخلاقية قبل أن تكون فنية، واللاعب ينتظر إنصافًا لا يبدو أنه سيأتي قريبًا ما دامت لغة المال وحدها هي المتحكمة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى