جمال عيد يكشف انهيار الوفد والتجمع وتحولهما لمسخ سياسي مهين

أدان المحامي الحقوقي جمال عيد بأسلوب فاضح لا يعرف المواربة الانهيار المريع لحزبي “الوفد” و”التجمع”، مؤكدًا أن الكيانين العريقين لم يعد لهما من الوجود السياسي سوى الاسم فقط، بعدما تحولا إلى ديكورات مشوهة تخدم مشهدًا سياسيًا خاليًا من المضمون.
وأشار دون مواربة إلى أن حزب مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، وحزب خالد محيي الدين، لم يبقَ منهما سوى رماد وفتات، قائلاً بمرارة: “هو ده تمامكم يا وفد ويا تجمع؟!”
أكد أن من كانوا رموزًا لمعارك الديمقراطية والعدالة صاروا اليوم أشباحًا حزبية تلهث وراء الفُتات السياسي، وتؤدي أدوارًا هامشية باهتة لا علاقة لها بالمبادئ التي تأسسوا عليها. وشدد على أن حزب الوفد، الذي مثّل يومًا صوت الأمة، لم يعد أكثر من مسخ باهت يرتدي قناعًا سياسيًا بلا روح، في مشهد تراجيدي مثير للغثيان.
سخر عيد بنبرة كاشفة من الصورة المزيفة التي يحاول البعض تمريرها للمواطن، متسائلًا بسخرية: “سيبك من إنها بلدي أوي يا حسين”، في إشارة ساخرة إلى أن ما يحدث مجرد تمثيلية رخيصة، وصفها صراحة بأنها “فيلم هابط ورخيص”، يشارك فيه الوفد والتجمع ككومبارسات على مسرح سياسي فقد جمهوره وصدقه واحترامه.
أوضح أن الأزمة ليست فقط في تراجع الأداء، بل في الانسلاخ التام عن الواقع، مؤكدًا أن هذه الأحزاب أصبحت كمالة عدد، وأداة من أدوات التجميل الفارغة التي تُعرض على السطح لخلق وهم بوجود معارضة، بينما الحقيقة أن لا صوت لها، ولا موقف، ولا قيمة.
لفت إلى أن الوفد، الذي كان يمثل كرامة مصر السياسية، صار اليوم مرآة مكسورة تعكس بؤس حال العمل الحزبي، والتجمع الذي خرج من رحم اليسار الوطني، أصبح الآن غائبًا عن كل قضايا الشعب، منشغلًا بتلميع صورته أمام مشهد سياسي لا يأخذهم على محمل الجد.
أردف جمال عيد أن ما نراه اليوم ليس تراجعًا طبيعيًا، بل فضيحة كاملة الأركان، وأن من يشارك في هذا الانهيار يساهم في قتل الحياة السياسية عمدًا، مشيرًا إلى أن هذه الكيانات التي ولدت من رحم النضال الشعبي اختارت أن تموت على أعتاب السلطة صامتة، ذليلة، تُكمل عددًا في معادلة عبثية.
أعلن بوضوح أن لا إصلاح سياسي سيُكتب له النجاح بوجود مثل هذه الأحزاب الورقية، وأن الشعب لم يعد يرى فيها سوى أدوات قديمة مستهلكة، فقدت صلتها بالأرض، وقطعت حبالها مع الناس، وتخلّت عن أي دور حقيقي كان من المفترض أن تقوم به.
ختم حديثه بتأكيد قاطع أن الأيام التي نعيشها ليست فقط كاشفة، بل فاضحة، تُسقط كل الأقنعة وتُعري كل من يدّعي تمثيل الناس. وقالها بصوت يقطر مرارة وتهكم: “هو ده تمامكم؟! يلا هي أيام كاشفة فعلًا”.