انفجار عنيف يهز حي في جنوب شرق روما ويصيب رجال شرطة ومدنيين

أشعل انفجار مدوٍّ حالة من الذعر في حي سكني مكتظ جنوب شرقي العاصمة الإيطالية روما، بعدما دوّى بالقرب من محطة وقود بشكل مباغت، وتسبب في إصابات مباشرة لثمانية أشخاص بينهم عناصر من الشرطة ومواطنون مدنيون. الحادث وقع في موقع حساس تتقاطع فيه منشآت خدمية مع أحياء مأهولة، ما جعل التداعيات تتجاوز الإصابات لتشمل هلعًا جماعيًا وتعطيلًا لحركة المرور والحياة اليومية في المنطقة بالكامل.
أكدت الوقائع أن موقع الانفجار كان ملاصقًا تقريبًا لمحطة الوقود، ما فاقم من خطورته، خاصة في ظل قربه من مداخل بنايات سكنية ومرافق عامة. وأدى الانفجار العنيف إلى تطاير الشظايا والزجاج المتناثر من النوافذ والسيارات المركونة، كما تصاعدت أعمدة دخان كثيف في سماء الحي، وسط صرخات المارة وفرار السكان من الأبنية المجاورة في مشاهد توثق رعبًا غير مسبوق.
أشار شهود عيان إلى أن رجال الشرطة كانوا متواجدين في الموقع قبيل لحظات من الانفجار ضمن دورية اعتيادية، قبل أن يُفاجأوا بالعصف الذي أطاح بعدد منهم وأدى لإصابة ثمانية بينهم أربعة من عناصر الأمن، بينما أصيب أربعة مدنيين بإصابات متفاوتة. الكارثة تركت آثارًا مرئية واضحة على المباني المجاورة التي تعرضت لتشوهات هيكلية نتيجة قوة التفجير، ما أثار علامات استفهام كبيرة حول ما إذا كانت محطة الوقود قد راعت اشتراطات الأمان اللازمة.
اتهم عدد من السكان المحليين جهات مسؤولة بالتقاعس عن مراقبة البنية التحتية للمحطة، والتي قيل إنها شهدت مشكلات فنية سابقة تم تجاهلها، بينما انفجرت اليوم على نحو فاجأ الجميع. تساؤلات كثيرة تدور الآن حول طبيعة المواد المتفجرة أو القابلة للاشتعال التي أدت لهذا الانفجار، خاصة أن الحي ليس مصنفًا ضمن المناطق الصناعية أو شديدة الخطورة، ما يكشف عن خلل بيّن في الرقابة المفترضة.
أوضح متخصصون أن وقوع هذا النوع من الانفجارات بجوار منشأة تحتوي على مواد بترولية هو نتيجة مباشرة لسوء الإجراءات الوقائية أو الإهمال في الصيانة الدورية، ما يجعل سلامة المواطنين في مهب الريح. كما لفتت مصادر مطلعة إلى أن المنطقة كانت قد شهدت تحذيرات متكررة بشأن ضعف إجراءات الأمان، دون أن يتخذ أحد خطوات جدية لاحتوائها، وهو ما أدى في النهاية إلى الكارثة.
استنكرت جهات شعبية صمت الجهات المعنية وتباطؤ الاستجابة عقب الحادث، حيث لوحظ تأخر فرق الإطفاء والإسعاف رغم حساسية الموقع وحجم الانفجار. سكان الحي، الذين لم تهدأ صدمتهم بعد، عبّروا عن غضبهم مما وصفوه بالاستهتار بأرواح الناس، محذرين من تكرار سيناريوهات أكثر فداحة إذا استمر هذا الإهمال المؤسسي الممنهج.
طالب كثيرون بفتح تحقيق فوري وشفاف في أسباب الانفجار، مع تحميل كل من تسبب في هذه الكارثة المسؤولية الكاملة، بدءًا من الإدارة المسؤولة عن محطة الوقود، وصولًا إلى الجهات التي يفترض بها الرقابة والمتابعة، مؤكدين أن صمت ما بعد الانفجار لا يقل خطورة عن الانفجار نفسه.
انتهت الكارثة بمشهد مرعب لشارع مدمر جزئيًا ومواطنين مذهولين ورجال أمن ينزفون، لكن القصة لم تنتهِ، بل بدأت للتو، وسط دعوات جماعية لوقف التسيب الذي حول الحي الهادئ إلى ساحة تفجير مفتوحة بلا إنذار.