كارثة مرعبة بأوتربانكس: انفجار منزل يسحق حيًا ويصيب رجل إطفاء

فجّر انفجار عنيف حالة من الرعب والفوضى في قلب منطقة “مانتيو” بجزيرة “رونوك” التابعة لمدينة “أوتربانكس” بولاية كارولاينا الشمالية، بعدما تحوّل منزل سكني إلى حطام مشتعل في ثوانٍ، ملحقًا أضرارًا جسيمة بعدد من المركبات، ومخلفًا إصابة خطيرة وحالة من الهلع لا توصف بين السكان. المشهد كان مدمرًا، وكأن قنبلة نزلت على حيّ آمن قلبت سكونه إلى جحيم ناري.
أكد شهود عيان أن الانفجار دوّى بقوة عنيفة لدرجة اهتزّت معها نوافذ المنازل المحيطة، وانبعثت سحب كثيفة من الدخان الأسود في السماء، رافقتها ألسنة لهب التهمت المنزل بأكمله، دون أن تترك خلفها شيئًا يُذكر. المنزل المتضرر لم يعد منزلًا، بل بقايا متفحمة. المشهد كان فاضحًا بكل معنى الكلمة، وكأن الكارثة تكشف عن خلل خطير في إجراءات السلامة داخل الحي السكني.
لفت السكان إلى أنهم لم يروا في حياتهم دمارًا بهذه السرعة والقوة، وأجمعوا على أن الصوت كان كفيلاً بإسقاط من في الشارع من الرعب، بل إن أحدهم ظن للحظة أن طائرة سقطت في الحي، لكن ما رآه لاحقًا لم يكن أقل فظاعة. أشاروا إلى أن ثلاث سيارات محترقة شوهدت بجوار المنزل، وقارب خاص لم يسلم من ألسنة اللهب التي ابتلعته كما ابتلعت جدران المنزل، إضافة إلى أضرار ملحوظة في أحد المنازل المجاورة.
أوضح شهود أن الحريق الناتج عن الانفجار لم يكن حريقًا عاديًا بل أشبه بعاصفة جهنمية، صعبت السيطرة عليها حتى بعد وصول فرق الإطفاء التي هرعت على الفور إلى المكان. وعلى الرغم من سرعة الاستجابة، فإن الحريق التهم كل شيء قبل أن تنجح أي محاولة في إنقاذ شيء يُذكر.
استدرك مسؤولون في إدارة الطوارئ أن الحادث أسفر عن إصابة شخص بحروق خطيرة استدعت نقله جوًا بطائرة إسعاف خاصة إلى مستشفى متخصص لتلقي العلاج، بينما أصيب أحد رجال الإطفاء أثناء محاولته التدخل في موقع حريق مجاور، ما يفتح تساؤلات مرعبة حول مدى خطورة المشهد وعمق التهديدات التي حاصرت المنطقة.
أعلن محققون في الموقع أن حجم الدمار الكبير وتعقيد آثار الانفجار فرضا البدء بتحقيق مشترك موسّع بين إدارات الإطفاء والطوارئ وهيئات محلية أخرى، دون أن تُطرح حتى الآن أي فرضية مؤكدة بشأن السبب الفعلي للانفجار. غير أن أصابع الاتهام توجّهت إلى احتمال وجود تسرب غاز قاتل أو عطل كهربائي فادح حوّل المنزل إلى قنبلة موقوتة.
زعم جيران الضحية أن الرجل المقيم في المنزل المنكوب معروف في الحي ومحبوب من الجميع، إلا أن الانفجار لم يرحم أحدًا، ووجّه رسالة شديدة القسوة لكل ساكني المنطقة بأن الخطر قد يكون كامنًا داخل منازلهم دون إنذار. بعض السكان لم يجرؤوا حتى على العودة إلى بيوتهم بعد الحادث.
أشار البعض إلى أن لحظات ما بعد الانفجار كانت الأكثر رعبًا، فقد سادت الفوضى، وانتشر الصراخ، وخرجت العائلات إلى الشوارع بملابس النوم، في مشهد لا يشبه إلا أفلام الكوارث، لكن هذه المرة لم يكن هناك كاميرات أو مؤثرات… كان الواقع هو الجحيم بعينه.
استرسل المراقبون في التأكيد أن الحي بأكمله بات يعيش تحت صدمة جماعية، وأن آثار هذا الانفجار لن تزول بسهولة، خصوصًا مع استمرار التحقيقات التي قد تكشف عن تقصير صارخ في صيانة شبكات الغاز أو البنية التحتية المتهالكة، وهو ما يثير تساؤلات حول من يتحمل مسؤولية هذا الخراب الكامل.
أردف سكان محليون أن المشهد بعد الانفجار لا يُنسى، أطفال يبكون، نساء مذعورات، رجال يحاولون إطفاء النيران بخراطيم الحديقة، في حين كانت ألسنة اللهب تزداد شراسة. الأهم من كل شيء، كان هناك شخص يحترق في الداخل… ولم يكن بيد أحد شيء لإنقاذه.
تتواصل عمليات التحقيق وسط صمت رسمي وتحركات مشددة من الجهات المختصة، بينما بقيت الحقيقة الوحيدة الماثلة أمام الجميع أن الانفجار دمّر منزلاً وسحق حياة، وترك خلفه جراحًا غائرة في ذاكرة حيّ بأكمله. سكان أوتربانكس باتوا يتساءلون: هل منازلنا آمنة فعلًا، أم أن الكارثة القادمة تنتظر لحظة أخرى فقط؟