حوادث وقضايا

نيران تلتهم طائرة صغيرة قرب مطار ساوثند وسط ذعر هائل مفاجئ

اندلع رعب مفاجئ جنوب شرق لندن بعدما اشتعلت النيران في طائرة صغيرة تحطمت قرب مطار ساوثند، ما تسبب في انفجار مدوٍ أجبر السلطات على تنفيذ إخلاء فوري لمنطقة الحادث. اشتعلت ألسنة اللهب بعنف فور ملامسة الطائرة للأرض، وحاصرت الموقع سحابة كثيفة من الدخان الأسود الذي غطى السماء.

أكد شهود عيان أن المشهد كان مروعًا بشكل لا يوصف، حيث انفجرت الطائرة فور سقوطها، وتحولت إلى كتلة مشتعلة من المعدن، وسط حالة فوضى عارمة. هرعت فرق الطوارئ إلى الموقع لكن الحريق كان قد التهم الطائرة بالكامل خلال ثوانٍ، مخلفًا بقعة محترقة ومتفحمة في أرض خالية قرب المطار.

أوضح الحاضرون أن ألسنة اللهب تصاعدت بارتفاع تجاوز عدة أمتار، وسمع دوي الانفجار في مناطق بعيدة نسبيًا عن الموقع. أصوات الصراخ، واللهفة، ومحاولات الهرب من المكان رسمت مشهدًا مرعبًا بكل المقاييس، حيث ساد الذعر بين السكان المجاورين للموقع، واضطر البعض لمغادرة منازلهم في ظل التهديد الذي شكلته النيران والانفجارات المتتالية الصغيرة الناتجة عن الوقود.

أشار متابعون إلى أن الطائرة من طراز خفيف مخصص لرحلات التدريب أو الاستخدام الشخصي، ولم تكن تقل سوى شخصين على الأكثر. ورغم صغر حجمها، إلا أن الحريق الناتج عنها كان ضخمًا بصورة صادمة، أثار كثيرًا من التساؤلات حول طبيعة الحمولة وظروف الرحلة، خاصة وأن الحادث وقع على مقربة خطيرة من منشآت مدنية وبنية تحتية حيوية.

نوهت مصادر مطلعة بأن التحطم وقع في منطقة مفتوحة قريبة من سياج المطار، ما حال دون وقوع كارثة أوسع، خصوصًا إذا كانت الطائرة قد اصطدمت بأي مبنى أو مرفق حيوي، أو اقتربت من مسارات الطيران المدني. ورغم ذلك، تسببت النيران في حالة من الاستنفار الكامل، وأُغلق محيط الحادث لساعات بينما استمرت عملية التبريد والتمشيط الأمني.

استدرك سكان محليون بأن هذه الحوادث لم تعد نادرة، خاصة في ظل نشاط الطيران الخاص والتدريب حول مطارات المدن الثانوية مثل ساوثند، محذرين من أن تكرار هذه الكوارث يُنذر بخطر متزايد. وأضافوا أن أي تأخير في التحرك أو التعامل مع هذه الطائرات غير الخاضعة لرقابة دقيقة قد يؤدي في المستقبل إلى مأساة حقيقية يتجاوز ضررها مجرد الخسائر المادية أو الإصابات المباشرة.

لفت الحادث الانتباه مجددًا إلى الثغرات الصارخة في إدارة الطيران الخاص، وسط اتهامات متصاعدة بعدم الالتزام بمعايير السلامة أو بإجراءات الطيران المنخفض. وتكررت النداءات المطالبة بمراجعة عاجلة لكل التصاريح المتعلقة بهذه الرحلات، خاصة في المناطق السكنية القريبة من المطارات.

أعلن الحاضرون أن لحظة سقوط الطائرة تزامنت مع مرور سيارات على الطريق المجاور، مما زاد من الفزع العام، وأكدوا أن أي اختلاف بسيط في زاوية السقوط كان يمكن أن يُحدث مجزرة حقيقية. بقيت الأنظار معلقة على نتائج التحقيقات لمعرفة السبب المباشر للسقوط، في وقت لا تزال فيه الأسئلة أكثر من الإجابات.

انتهى المشهد، لكن رائحة الحريق، وأصوات الانفجار، وصور الحطام المتفحم لن تُمحى بسهولة من ذاكرة من شهدوا الكارثة بأعينهم، وسط صمت مطبق يخيّم على مطار ساوثند وأحيائه المجاورة، وكأن المكان ينتظر كارثة أخرى قد تأتي فجأة دون إنذار.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى