محمد ملحم لـ”أخبار الغد”: الضفة الغربية ساحة لتطبيق العنف الاستيطاني… والحكومة الإسرائيلية تنفذ خطة تفكيك شامل تحت غطاء أمني

أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد ملحم، في تصريح خاص لـ”أخبار الغد”، أن الضفة الغربية تحوّلت إلى ساحة مفتوحة للمستوطنين يطبقون فيها سياسة عنف ممنهجة بدعم سياسي مباشر من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، وبحماية كاملة من جيش وشرطة الاحتلال.
وأوضح ملحم أن الاحتلال يسعى، تحت غطاء تحويل الأنظار نحو ساحات قتال أخرى، كالجنوب اللبناني وغزة، إلى فرض وقائع جديدة في الضفة الغربية عبر السيطرة على مساحات واسعة من الأرض، وإقامة مستوطنات غير شرعية، في إطار مشروع استراتيجي يتم تنفيذه على مراحل.
وأضاف أن الحديث المتكرر في الإعلام الإسرائيلي حول حل السلطة الفلسطينية والترويج لتوقيع اتفاقيات مع شخصيات بديلة ليس مجرد تسريبات عابرة، بل يعكس مخططًا فعليًا تعمل حكومة الاحتلال على تنفيذه تدريجيًا، بدءًا ببعض المناطق، تمهيدًا لتوسيعه ليشمل كامل الضفة الغربية.
وأشار ملحم إلى أن مخيمات جنين وطولكرم في شمال الضفة خضعت لمحاولات إسرائيلية واضحة لـ”تفريغها من السكان والسيطرة عليها بالكامل”، كما سبق أن حدث مع مخيمات نابلس وأريحا، ضمن مساعٍ لقتل أي صوت مقاوم ورافض لوجود الاحتلال.
وحول جنوب الضفة، أوضح ملحم أن محافظتي الخليل وبيت لحم تعانيان من حصار خانق وفصل مناطقي خطير، حيث باتت البوابات الحديدية التي تفصل القرى والمدن تشبه “معابر الاحتلال”، مضيفًا:
“محافظة الخليل تم تقسيمها إلى ثلاث مناطق معزولة: الشمال والوسط والجنوب، وكأننا أمام بداية تنفيذ خطة التقسيم التي كشف عنها الإعلام العبري مؤخرًا والمعروفة باسم ‘خطة الخليل’.”
واختتم ملحم حديثه بالتحذير من أن الصمت الدولي، والانشغال الإقليمي بالحروب الأخرى، يمنح الاحتلال فرصة ذهبية لاستكمال مشروعه الاستيطاني وتفكيك الضفة من الداخل، داعيًا إلى وعي شعبي ورسمي فلسطيني عاجل لمواجهة هذا المشروع قبل فوات الأوان.