أخبار العالم

بوادر حذرة لإنهاء حرب غزة وسط مؤشرات غربية على تقدم بالمفاوضات

تشير تصريحات حديثة صادرة عن القيادة السياسية في الولايات المتحدة إلى إمكانية حدوث انفراجة قريبة في جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تؤسس لهدنة مؤقتة في صراع دموي طال أمده بين إسرائيل وحركة “حماس”.

ويأتي ذلك في وقت تتكثف فيه الوساطات الإقليمية والدولية، لا سيما عبر جهود تُبذل في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تجري مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في محاولة لبلورة اتفاق شامل يتجاوز الهدنة المؤقتة إلى ترتيبات أوسع تشمل تبادل أسرى، وتدفق المساعدات، وتوفير ضمانات أمنية متبادلة.

ورغم تفاؤل واشنطن الحذر، فإن التعقيدات الميدانية والسياسية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد؛ فقد شهد القطاع خلال الأيام الماضية تصعيدًا عسكريًا متقطعًا، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق متفرقة من شمال ووسط القطاع، ما أسفر عن سقوط مزيد من الضحايا المدنيين وتدهور إضافي في الأوضاع الإنسانية.

وفي المقابل، تواصل الفصائل الفلسطينية إطلاق رشقات صاروخية بين الحين والآخر، ما يعكس هشاشة الوضع وغياب الثقة بين الطرفين.

التغير اللافت في لهجة المسؤولين الأميركيين، وتحديدًا إشارتهم إلى اقتراب موعد إعلان محتمل يتعلق بوقف إطلاق النار، يأتي بعد فترة من الجمود النسبي في مسار التهدئة، والتي سبق أن عُلّقت الآمال عليها دون أن تُترجم إلى نتائج ملموسة.

وتجدر الإشارة إلى أن إدارة واشنطن تلعب دورًا مركزيًا في الضغط على كلا الجانبين، مدعومة بتنسيق مع شركاء إقليميين في مقدمتهم قطر ومصر، إضافة إلى دول أوروبية تسعى إلى إنهاء الصراع لأسباب إنسانية وسياسية وأمنية.

في المقابل، لا تزال بعض التحفظات قائمة، خاصة من جانب تل أبيب التي تُصِرّ على ضمانات تتعلق بالإفراج عن أسرى لديها وإضعاف القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية، بينما تتمسك الأخيرة بوقف دائم لإطلاق النار ورفع الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 16 عامًا.

وفي خضم هذه التطورات، عاد الحديث مجددًا عن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، والذي يُنظر إليه في بعض الأوساط الغربية كخطوة استراتيجية خاطئة أدت إلى تفاقم الأوضاع الأمنية، بدلًا من تحقيق استقرار طال انتظاره.

وتُستخدم هذه الإشارة في الخطاب السياسي كتبرير ضمني للنهج العسكري الذي تتبناه إسرائيل حاليًا تجاه القطاع، في ظل غياب أفق سياسي واضح.

وفي حين تلوح في الأفق ملامح اتفاق محتمل، تبقى العوامل الداخلية لدى كل من “حماس” وإسرائيل مؤثرة بدرجة كبيرة في تحديد مسار المفاوضات.

فالقيادة السياسية الإسرائيلية تواجه ضغوطًا من معارضيها ومطالبات حازمة بالحسم العسكري، بينما تسعى “حماس” إلى تحقيق مكاسب سياسية وإنسانية تُعزز من موقفها الشعبي في غزة.

وفي المحصلة، يمكن القول إن الساعات أو الأيام المقبلة قد تشهد إعلانًا رسميًا بشأن وقف إطلاق النار، لكن طبيعة هذا الاتفاق، ومدى التزام الطرفين به، سيظل رهينًا بموازين القوى الميدانية، وتطورات الساحة السياسية في العواصم المعنية بهذا النزاع الممتد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى