فيضانات كارثية تضرب تكساس: 132 ضحية وجهود الإنقاذ مستمرة بلا توقف

تواجه ولاية تكساس الأمريكية واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، بعد موجة فيضانات عارمة اجتاحت أجزاء واسعة من الولاية خلال الأيام الماضية، وأسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 132 شخصًا حتى الآن، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن مفقودين وسط الدمار الذي خلفته السيول الجارفة.
تشير التقارير الأولية إلى أن الفيضانات نجمت عن هطول أمطار غزيرة بشكل غير مسبوق خلال فترة زمنية قصيرة، ما أدى إلى ارتفاع منسوب الأنهار والمجاري المائية إلى مستويات خطيرة، وغمرت المياه المناطق السكنية والريفية والمناطق الصناعية على حد سواء. وقد تأثرت عشرات المدن والبلدات، واضطرت السلطات المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ في العديد من المقاطعات المتضررة.
أزمة إنسانية وأضرار واسعة
خلفت الفيضانات دمارًا هائلًا في البنية التحتية، حيث تعرضت آلاف المنازل والمباني للغرق أو لأضرار جسيمة، فيما تعطلت شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات في مناطق عديدة، مما فاقم من صعوبة عمليات الإغاثة. كما تسببت السيول في انهيارات أرضية وانجراف طرق وجسور، ما أعاق وصول فرق الإنقاذ إلى بعض المناطق المعزولة.
ووفقًا لمسؤولين محليين، فإن العديد من الضحايا لقوا حتفهم بعد أن فاجأتهم المياه أثناء وجودهم في مركباتهم أو داخل منازلهم، فيما لا يزال عدد من السكان في عداد المفقودين. وقد شاركت وحدات من الحرس الوطني والشرطة والهيئات المدنية في جهود الإنقاذ، مستخدمة القوارب والمروحيات للوصول إلى المحاصرين في المناطق المنكوبة.
مخاوف من تفاقم الوضع المناخي
أثارت الكارثة جدلًا واسعًا حول التغيرات المناخية ودورها المتزايد في تطرف الظواهر الجوية. إذ يرى خبراء الأرصاد والمناخ أن ما شهدته تكساس هو نتيجة مباشرة لأنماط مناخية غير مستقرة، حيث أدى الاحتباس الحراري إلى زيادة كثافة الأمطار وتسارع ذوبان الجليد في مناطق أخرى، مما يضغط على النظام البيئي والمائي للمنطقة.
وفي السياق ذاته، تتعرض السلطات الفيدرالية والمحلية لضغوط كبيرة لمراجعة سياسات التخطيط العمراني والإدارة البيئية، بعد أن كشفت الكارثة عن ضعف كبير في أنظمة الصرف والتجهيزات لمواجهة الكوارث الطبيعية. وتشير تقارير مستقلة إلى أن بعض المناطق المأهولة لم تكن مشمولة بخطط الطوارئ، أو أنها افتقرت للبنية الأساسية التي تمكن من الحد من آثار الفيضانات.
تحذيرات من موجات أخرى
فيما تستمر عمليات البحث والإنقاذ، تحذر أجهزة الأرصاد من إمكانية حدوث موجات جديدة من الأمطار خلال الأيام المقبلة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة ويعرقل جهود الإغاثة الجارية. وتعمل فرق الطوارئ حاليًا على إجلاء المزيد من السكان من المناطق المعرضة للخطر، وتوفير مراكز إيواء مؤقتة للناجين.
الكارثة التي تشهدها تكساس ليست الأولى من نوعها، لكنها تأتي هذه المرة في سياق عالمي يشهد تصاعدًا في حدة الكوارث الطبيعية، مما يعزز الدعوات لضرورة تحرك جماعي عاجل على المستويين المحلي والدولي لمواجهة التحديات البيئية التي باتت تمس حياة الملايين وتؤثر على استقرار المجتمعات.