ثقافة وتاريخ

عنوان الخبر:رغم دعمها لإسرائيل: فرقة سكوربيونز العالمية تثير الجدل بحفلها في العاصمة الإدارية

أثار الحفل الغنائي الذي أحيته فرقة سكوربيونز الموسيقية الغربية الشهيرة في العاصمة الإدارية الجديدة جدلًا واسعًا بين الأوساط الثقافية والشعبية في مصر، وذلك على خلفية مواقف سياسية سابقة نسبت للفرقة، تتعلق بدعمها لإسرائيل خلال العدوان على قطاع غزة.

هذا الحدث الفني، الذي كان من المفترض أن يكون مناسبة ترفيهية فنية، تحوّل إلى مساحة للنقاش الحاد بين مؤيدين ومعارضين، في ظل التصعيد الإقليمي الحاصل ومشاعر الغضب العربي المتزايدة تجاه السياسات الإسرائيلية.

الحفل، الذي أقيم في أحد أبرز المسارح الحديثة بالعاصمة الإدارية، شهد حضورًا جماهيريًا ملحوظًا من محبي موسيقى الروك، سواء من داخل مصر أو خارجها، لكن هذا الحضور لم يكن كافيًا لتهدئة الموجة العارمة من الانتقادات التي طالت القائمين على تنظيم الحدث، حيث رأى معارضون أن استضافة فرقة أبدت تضامنًا علنيًا مع إسرائيل في ظل عدوانها على المدنيين، يمثّل تجاهلًا لمشاعر الشارع العربي، وتطبيعًا غير مباشر مع أطراف داعمة لانتهاكات إنسانية جسيمة.

وتعود جذور الأزمة إلى تصريحات ومواقف نشرت في وقت سابق على حسابات الفرقة الرسمية على منصات التواصل، عبّرت فيها عن دعمها لإسرائيل، دون أن تتطرق بشكل واضح لمعاناة المدنيين الفلسطينيين أو تدعو لوقف العدوان، وهو ما فسّره كثيرون بأنه انحياز صريح لطرف على حساب الآخر، في وقت تتزايد فيه المطالبات الدولية بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية.

من جهتهم، دافع منظمو الحفل عن قرار استضافة الفرقة، معتبرين أن الحدث فني بحت ولا يحمل أي أبعاد سياسية، ومشيرين إلى أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تنشيط السياحة ودعم صورة مصر كمركز إقليمي للثقافة والفنون. غير أن هذا التبرير لم يلقَ قبولًا واسعًا، خاصة في ظل حملات المقاطعة الشعبية التي تصاعدت على خلفية الأحداث الجارية في فلسطين، والتي باتت تؤثر على خيارات الجمهور في مختلف المجالات، بما في ذلك الفن والموسيقى.

وتأتي هذه الحادثة في وقت بالغ الحساسية، حيث تشهد غزة تصعيدًا عسكريًا متواصلًا منذ أشهر، أسفر عن آلاف الضحايا بين المدنيين، وسط انتقادات دولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية، ومطالبات بتحقيق دولي في الانتهاكات المرتكبة. وفي المقابل، تنامت في الشارع العربي حملات المقاطعة الثقافية والاقتصادية لكل من يُنظر إليه على أنه يتغاضى عن هذه الجرائم أو يقدّم دعمًا مباشرًا أو غير مباشر للاحتلال.

ورغم أن مصر ترتبط باتفاقيات دبلوماسية مع إسرائيل، إلا أن المزاج الشعبي ظل معارضًا للتطبيع الثقافي، ويعتبر كثيرون أن الأحداث الفنية يجب أن تراعي السياق السياسي والإنساني الراهن، خاصة في ظل الجرائم التي تُوثق يوميًا في الأراضي الفلسطينية.

في المحصلة، يعكس هذا الجدل تزايد الوعي الجماهيري بترابط السياسة بالفن، ويطرح تساؤلات حول مسؤولية الدول والمنظمين في اختيار ضيوفهم الفنيين، ومدى قدرتهم على الموازنة بين الاعتبارات الاقتصادية والثقافية، وبين احترام مشاعر الجمهور العربي وقضاياه المصيرية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى