تصاعد العنف في غزة وسوريا وسط استهداف مواقع مدنية ومراكز إغاثة

تتواصل دوامة التصعيد في كل من قطاع غزة والمناطق الشمالية من سوريا حيث شهدت الساعات الماضية موجات عنف مروعة خلفت عشرات الضحايا وسط تصاعد حدة الضربات الجوية وتزايد استهداف المواقع المدنية ما ينذر بتداعيات كارثية على السكان المحاصرين في ظل ظروف إنسانية متدهورة
في قطاع غزة تفيد التقارير الواردة من الميدان بتكثيف العمليات العسكرية التي طالت مناطق مأهولة بالسكان وأسفرت عن سقوط أعداد متزايدة من الضحايا معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال كما تم استهداف مبانٍ قريبة من مواقع تستخدم لتخزين المساعدات الإنسانية الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا لدى منظمات الإغاثة الدولية التي حذرت من انهيار المنظومة الإنسانية بشكل كامل
ويأتي هذا التصعيد في ظل أوضاع إنسانية مأساوية يعاني منها السكان جراء الحصار المستمر وانهيار البنية التحتية الأساسية ما فاقم من صعوبة وصول الغذاء والماء والدواء وعرقل عمل فرق الإغاثة التي تحاول بشق الأنفس إيصال المعونات للمحتاجين
وفي الشمال السوري تكررت مشاهد القصف الجوي الذي طال مناطق تشهد كثافة سكانية عالية وأسفر عن مجازر دموية راح ضحيتها مدنيون كانوا يتجمعون في إحدى النقاط التي خُصصت لتوزيع المساعدات مما أثار موجة من الغضب والصدمة وسط مطالبات بفتح تحقيقات عاجلة للكشف عن الجهات المسؤولة وتقديمها للمحاسبة
ويُعد هذا التصعيد في سوريا جزءًا من نمط متكرر من استهداف المناطق المدنية في مناطق النزاع حيث يتم ضرب البنية التحتية والمنشآت الحيوية بشكل مباشر ما يزيد من معاناة السكان ويعقّد جهود الإغاثة العاجلة
وتثير هذه التطورات مخاوف واسعة لدى منظمات حقوق الإنسان والهيئات الأممية من إمكانية توسع دائرة النزاع وامتداد رقعته خاصة في ظل غياب أفق سياسي لحل الصراعات المتعددة في المنطقة ما يهدد بتحول الوضع إلى كارثة إنسانية طويلة الأمد
ويرى محللون أن تكرار استهداف نقاط توزيع المساعدات ومراكز تجمع المدنيين يحمل دلالات خطيرة على طبيعة العمليات الجارية حيث لم تعد تقتصر على الاشتباكات التقليدية بل باتت تستهدف بوضوح المساحات التي يفترض أن تكون آمنة للنازحين ما يشكل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني
ومع تفاقم الأزمة يدعو مراقبون المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد من أجل وقف هذه الاعتداءات وتوفير ممرات إنسانية آمنة تتيح إيصال المساعدات للمحتاجين دون تعرضهم للخطر كما يطالبون بتفعيل آليات المساءلة الدولية للحد من الانتهاكات المستمرة في مناطق النزاع
في ظل هذه المعطيات يبقى المدنيون في كل من غزة وسوريا يدفعون ثمن الصراعات المتشابكة بينما تظل النداءات الإنسانية تصطدم بجدران التجاهل الدولي والتعقيدات السياسية القائمة