ضابط إسرائيلي يعترف بأن هدف العمليات العسكرية في غزة هو الهدم الشامل للبنية التحتية

كشف ضابط إسرائيلي سابق خدم في قطاع غزة، الجمعة، عن أن المهام التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في القطاع تقتصر بشكل شبه كامل على تأمين عمليات هدم واسعة للبنية التحتية والمنازل.
وأشار الضابط إلى أن التدمير الشامل للبنية التحتية والمنازل أصبح أحد الأهداف الرئيسية للحرب.
وفي تصريحات لصحيفة “هآرتس”، قال الضابط الذي أُشير إليه بالحرف الأول من اسمه “أ”: “المهمة الأساسية، والوحيدة تقريبًا، للقوات هي تأمين أعمال هدم الجرافات والتدريبات”.
وأوضح أن العمليات تُنفذ تحت تسمية عسكرية تُعرف بـ”السقف على الأرض”، مشيرًا إلى أن هذه المهمة ليست عسكرية بطبيعتها، بل تهدف إلى تدمير الأحياء والمنشآت بشكل ممنهج.
وأضاف الضابط، الذي أنهى خدمته مؤخرًا في أحد مراكز القيادة الإسرائيلية في غزة، أن العمليات في القطاع تعتمد على “هدم هائل للمنازل” دون الحصول على معلومات استخبارية دقيقة حول الأهداف المحددة.
وأكد أن “ما يحدث ببساطة هو تدمير واسع النطاق، يتم وفق خطة ومؤشرات عملياتية مسبقة”.
وكشف أيضًا أن “مقاولين كثيرين، بينهم مدنيون، يتقاضون أجورهم من الدولة بناءً على عدد المباني التي يتم تدميرها”.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في وقت سابق أن إسرائيل دمرت أكثر من 88% من قطاع غزة وسيطرت على 77% من مساحته، ما أسفر عن خسائر مالية تفوق 62 مليار دولار، فيما أسفر الهجوم عن تهجير مليوني مدني فلسطيني.
وأكد الضابط الإسرائيلي أن الجنود الإسرائيليين في غزة “منهكون تمامًا”، مشيرًا إلى أن “هذا الإرهاق بات واضحًا في سلوكهم الميداني”.
وأضاف أن “الانضباط العملياتي تراجع بشكل كبير”، موضحًا أن “قادة الألوية يقضون نصف وقتهم تقريبًا في محاولة منع إطلاق النار خارج المناطق المحددة، مما يزيد من احتمالات وقوع حوادث نيران صديقة”.
منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في القطاع، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه العمليات.
وقد خلفت الهجمات أكثر من 198 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 10 آلاف مفقود وعشرات الآلاف من النازحين، مع أضرار اقتصادية ودمار واسع في غزة.