حقوق وحريات

تصاعد الأزمة في سجن بدر مع توسع إضراب المعتقلين عن الطعام

تشهد الأوضاع داخل سجن بدر 3 تصعيدًا متسارعًا مع اتساع رقعة إضراب المعتقلين السياسيين عن الطعام في ظل تدهور الظروف المعيشية والرعاية الصحية وتفاقم الانتهاكات الحقوقية المستمرة منذ افتتاح السجن في عام 2022 حيث بات هذا المجمع العقابي يمثل عنوانًا لمعاناة تتفاقم يومًا بعد يوم دون أفق واضح للحل

وبحسب مصادر حقوقية محلية فإن عدد المضربين عن الطعام في القطاع الثاني بالسجن ارتفع مؤخرًا إلى 35 معتقلًا من إجمالي 58 نزيلًا داخل نفس القطاع ما يعكس حالة الغضب والاستياء الشديدين من السياسات المتبعة داخل المنشأة والتي تشمل العزل الانفرادي والحرمان من الزيارات العائلية إلى جانب انعدام الشفافية في تقديم الخدمات الطبية للمعتقلين

وتعكس هذه التطورات حالة من الانفجار الكامن داخل السجن نتيجة لتراكم الانتهاكات طويلة الأمد حيث نقلت إدارة السجن جزءًا من المستلزمات الطبية من المستشفى المركزي إلى داخل أحد القطاعات بغرض معالجة حالات الإغماء داخل الزنازين بدلًا من نقل المعتقلين إلى المستشفى الرئيسي الأمر الذي وصفه حقوقيون بمحاولة لعزل السجناء عن العالم الخارجي والتعتيم على حقيقة أوضاعهم الصحية المتدهورة

وفي سياق متصل شهد السجن نقل عدد من الشخصيات البارزة إلى المراكز الطبية التابعة للمجمع العقابي بعد تدهور حالاتهم الصحية بشكل خطير نتيجة الإضراب منهم معتقلون سابقون تولوا مناصب رسمية في فترات سابقة كما تم تسجيل حالات طارئة لمعتقلين آخرين لم يشاركوا في الإضراب مثل تعرض أحد أعضاء الصف الأول من جماعة الإخوان المسلمين لأزمة قلبية حادة استدعت نقله للعناية المركزة

من جانب آخر رُصدت محاولة انتحار من أحد السجناء نتيجة استمرار منعه من الزيارة ورفض إدارة السجن الاعتراف بحالته الصحية ما يسلط الضوء على الضغوط النفسية الهائلة التي يعاني منها المعتقلون في ظل نظام أمني مشدد يعزلهم عن ذويهم ويمنع أي شكل من أشكال الدعم النفسي أو الاجتماعي

وبينما تتصاعد حدة الأزمة داخل سجن بدر بدأت تظهر بوادر تضامن من قبل معتقلين في قطاعات أخرى داخل السجن حيث لوح عدد منهم بالانضمام إلى الإضراب خلال الأيام المقبلة إذا لم تستجب الإدارة لمطالب المعتقلين الأساسية وعلى رأسها فتح باب الزيارة وتحسين أوضاع الاحتجاز وتقديم رعاية صحية حقيقية

منظمات حقوق الإنسان حذرت في تقاريرها الأخيرة من خطورة التدهور المتسارع داخل مجمع سجون بدر ووصفت الأوضاع فيه بأنها تمثل انتكاسة كبيرة في ملف حقوق الإنسان في مصر مؤكدة أن الاعتماد المفرط على الإجراءات العقابية وغياب الرقابة المستقلة ينذر بمزيد من الأزمات الصحية والنفسية بين المعتقلين

ورغم مطالبات سابقة بضرورة فتح حوار جاد حول أوضاع السجون وإيجاد آليات للمحاسبة والرقابة إلا أن السلطات لا تزال تعتمد سياسة الإنكار والصمت ما يجعل الإضراب المفتوح عن الطعام الوسيلة الأخيرة المتاحة أمام السجناء للتعبير عن رفضهم للواقع المفروض عليهم

التطورات الجارية في سجن بدر 3 لم تعد مجرد أحداث معزولة بل تعكس أزمة أعمق في نظام الاحتجاز المصري بأكمله حيث يستمر التضييق على الحريات الأساسية داخل مراكز الاحتجاز وسط دعوات حقوقية متكررة للتدخل العاجل قبل وقوع كارثة إنسانية جديدة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى