مسيحيون فلسطينيون يرفعون شكوى ضد الإمام حسن شلغومي بعد زيارته لدولة الاحتلال

تقدمت مجموعة من المسيحيين الفلسطينيين بشكوى قانونية ضد الإمام الفرنسي التونسي حسن شلغومي، رئيس مؤتمر أئمة فرنسا، وذلك على خلفية زيارته الأخيرة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في ظل الهجوم المستمر على قطاع غزة. وقد نددوا بمواقفه وتأكيده على التطبيع مع إسرائيل في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون لعدوان مستمر.
تفاصيل الشكوى والزيارة المثيرة للجدل
كان شلغومي قد ترأس وفدًا من الأئمة الأوروبيين في زيارة إلى دولة الاحتلال، حيث التقى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في محاولة لإقامة “حوار بين الأديان”. وقد أثار شلغومي جدلاً واسعًا عندما قال في حديثه مع هرتسوغ إن الحرب بعد 7 أكتوبر ليست حربًا بين إسرائيل وحماس، بل “حرب بين عالمين”، مشيدًا بما أسماه “إنسانية إسرائيل”.
كما كانت الزيارة التي شملت مواقع الهجوم الإسرائيلي على غزة محل استفزازٍ كبير للفلسطينيين والعالمين العربي والإسلامي، حيث استهدفت التصريحات والممارسات التي رافقت الزيارة وحدة فلسطين.
ردود الفعل والتنديد بالزيارة
أثار تصرف شلغومي في محاولة لتقبيل يد وزير داخلية الاحتلال موشيه أربيل موجة من الغضب، وسط رفض شامل في تونس والدول العربية. وقد اعتبر كثيرون أن تلك الزيارة تمثل خيانة للقضية الفلسطينية وللموقف العربي الرافض للتطبيع مع إسرائيل.
وأدانت العديد من المنظمات الإسلامية والعربية، بما في ذلك الأزهر الشريف والمجلس الأوروبي للأئمة، زيارة شلغومي واعتبروها “خيانة دينية وإنسانية” لأن الزعماء المشاركين لم يُعبّروا عن أي موقف صريح ضد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
اتهامات شلغومي والمواقف المثيرة للجدل
الإمام شلغومي، الذي عرف بمواقفه المثيرة للجدل في الأوساط الإسلامية، خصوصًا تأييده للجهود الفرنسية الصهيونية، تُعتبر شخصيته جزءًا من هذا النزاع المعقد بين الاحتلال الإسرائيلي وحركات المقاومة الفلسطينية. وقد اعتُبرت مواقفه على مر السنوات تهديدًا للتمثيل الصحيح للمسلمين في فرنسا.
من جانبه، انتقد السياسي الفرنسي فرانسوا بورغات استمرار إظهار شلغومي على أنه “الناطق باسم المسلمين في فرنسا”، معتبرًا أن شخصيته تم اختلاقها بشكل “خداعي” بواسطة دوائر صهيونية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في فرنسا، ما يعزز من استمرار التوترات بين فرنسا والعالم الإسلامي.