العالم العربيفلسطين

أزمة الحصول على الحطب في غزة: معاناة جديدة بفعل الحصار والعدوان الإسرائيلي

منذ تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن عشر من مارس 2024، يعيش أهالي القطاع تحت وطأة تحديات غير مسبوقة، أبرزها أزمة حادة في توفير وسائل الطهي. يعاني سكان غزة من نقصٍ حادٍ في الحطب والأخشاب، ما دفع الآلاف إلى استخدام مواد بديلة شديدة الخطورة مثل البلاستيك والملابس البالية.

صعوبات الوصول إلى الحطب

في ظل الحصار الإسرائيلي وعمليات الإخلاء التي فرضها الاحتلال، أصبح العثور على الأخشاب أو الحطب لطهي الطعام أو إعداد الخبز مهمة شبه مستحيلة. منذ 18 مارس 2024، أصدر جيش الاحتلال أكثر من 55 أمر إخلاء في مناطق واسعة من قطاع غزة، ما حول أجزاء كبيرة من القطاع إلى مناطق عسكرية مغلقة.

البحث عن الحطب: مهنة محفوفة بالمخاطر

تحولت مهنة جمع الحطب إلى ضرورة حياتية للكثير من شباب القطاع الذين يبحثون عن مصدر دخل في ظل الظروف القاسية. الشاب باسم العديني، أحد هؤلاء الشباب، يتحدث عن مهنة جمع الحطب قائلًا: “نذهب مع أشقائنا إلى مناطق المغراقة والزهراء لجمع الحطب من الأشجار. لكن لم يعد الأمر آمنًا في ظل توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في تلك المناطق، وأصبحنا نواجه مخاطر كبيرة بسبب الدبابات الإسرائيلية التي تطلق النار علينا”.

أسعار باهظة وبدائل خطرة

ارتفعت أسعار الحطب بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، حيث وصل سعر كيلو الحطب إلى أكثر من 10 شواكل، مما دفع العديد من العائلات إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة وأكثر خطورة. الكثير من العائلات بدأت بحرق البلاستيك وبقايا خزانات المياه والملابس البالية، ما يؤدي إلى انتشار سحب كثيفة من الدخان الأسود السام.

الآثار الصحية الخطيرة

تحذر المصادر الطبية من خطورة الاعتماد على هذه المواد، لما تطلقه من مواد سامة مثل الديوكسينات والفورمالديهايد، التي تسبب أمراضًا تنفسية مزمنة وزيادة في خطر الإصابة بالسرطان. أم فادي الدغمة، النازحة في مخيم الزوايدة، تقول: “كنت أعاني من التهابات صدرية بسبب حرق الحطب، لكن حرق البلاستيك فاقم حالتي بشكل خطير”.

الوضع الإنساني في غزة: مجاعة وشح في المساعدات

على الرغم من التحذيرات الصحية المستمرة، يواصل السكان الاعتماد على هذه المواد بسبب غياب البدائل، مما يزيد من معاناتهم اليومية. في الوقت ذاته، تؤكد التقارير الأممية أن غزة دخلت مرحلة “المجاعة الكاملة”، حيث يعاني أكثر من 1.5 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وسط انهيار شبكات المياه والكهرباء، وتوقف سلاسل الإمداد.

المطالبة بتحرك دولي فوري

في ظل هذه الأوضاع المأساوية، تتزايد المطالب الفلسطينية بتحرك دولي فوري لوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء الحصار المفروض على غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لتخفيف معاناة المدنيين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى