مقالات وآراء

صفوت عمران يكتب: الجامعة الإسلامية في تل أبيب وصناعة الجواسيس!!

مع بروز الاختراق الصهيوني لـ«إيران» في حرب الـ12 يوم، وتصاعد التقارب «العربي» مع الكيان الصهيوني «إسرائيل» وظهور آلاف المدافعين عن هذا التطبيع عبر شخصيات عامة في مجالات مختلفة ومؤثرة .. تسائل الكثيرون .. من أين جاء أصدقاء دولة الإحتلال في بلادنا العربية؟!، ولماذا يُظهر هؤلاء مساندتهم لـ«إسرائيل» بشكل علني دون خوف من أية ردة فعل؟!

.. والإجابة على جزء من هذه التساؤلات الملحة خلال الفترة الأخيرة لا بد أن نعود إلى تأسيس «الجامعة الإسلامية في تل أبيب» عام 1956، ونرجع إلى تصريحات جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973 والتي قالت: «سوف يفاجئ العرب يوماً ما أن أولادنا يحكمونهم».

عزيزي القارئ.. الجامعة الإسلامية تقع في وسط تل أبيب، أنشئتها دولة الإحتلال في خمسينييات القرن الماضي، يشرف عليها جهاز الموساد، ويتولى مسئولية كل شيء فيها بداية من المواد الدراسية، ومنهاج كل مادة، وأساتذة الجامعة، وطلابها، وهي مبنى ضخم لتعليم كل ما يتعلق بالإسلام من علوم، كالقرآن والحديث والفقه والسيرة والمعاملات والتاريخ واللغة العربية، إلى آخر المواضيع الدينية … وأيضاً الأخلاق التي يحتاجها المسلم في حياته اليومية.. بل وتعلم اللهجات العربية المختلفة بإتقان شديد.

جميع الطلاب في تلك الجامعة من اليهود .. اليهود فقط.. بل اليهود المتشددين دينياً، ويمنع أي شخص غير يهودي من الدراسة فيها، أي أن الجامعة مخصصة فقط للطلاب اليهود لدراسة الدين الإسلامي وإتقان كل شؤونه الدينية والدنيوية.. من عقيدة وتفسير وحديث وفقه ومعاملات ولغة عربية، نعم .. من وجهة نظر يهودية، ووجهة النظر اليهودية عن الاسلام معروفة، في مفارقة تستعدي عشرات التساؤلات حول ما يجري في تلك الجامعة وما هي أهداف وجودها؟! واختيار نوعية الدارسين بها!!.

ويخضع طلاب الجامعة لـ”دورات” خاصة يتدربون فيها على كيفية الحياة بين المسلمين، والتعامل معهم، والتحايل عليهم وخداعهم، وتستغرق هذه الدورات التدريبية وقتا طويلاً من الدراسة، ويشرف على تدريبهم علماء نفس وخبراء اتصال، وعلماء اجتماع وسياسة، ويتخرج الطالب من الجامعة وقد تثقف ثقافة إسلامية وشرعية وفقيهة وعلمية من وجهة النظر اليهودية للإسلام، ويكون هذا الخريج مرتبطاً ارتباطاً عضوياً بالموساد، ومدرباً معه تدريبا استخباراتياً عالياً.. .

هؤلاء الطلاب هم جزء من مجموعات عديدة يتم إعدادهم جيداً داخل الكيان الصهيوني المحتل وخارجه، ثم يتم إرسالهم في نهاية دراستهم إلى دول عديدة خاصة في الشرق الأوسط «الدول العربية وإيران وتركيا» كباحثين ومختصين في شئون الإسلام والمسلمين والفكر الإسلامي .. بعضهم يأخذون أماكنهم في مجال الإعلام والفضائيات ويصبحون قادة رأي عام، ومنهم نجد الشيخ والداعية، ومنهم المفتي في شئون الاسلام والمسلمين، ومنهم المفكر التقدمي، ومنهم القاضي ومنهم الأستاذ الباحث أو المدرس في المدرسة أو الجامعة الفلانية.. أو الخبير في مجالات مختلفة، ومنهم رجل الأعمال، بل ومنهم البرلماني والسياسي وصانع القرار.

هؤلاء يتم زرعهم في بلاد العالم بدقة استخباراتية متناهية، بل ويتواصلوا مع المسلمين، ويعيشون معهم، ويتجسسون عليهم، ويقدمون كل شيء عنهم للموساد أولاً بأول، وبعضهم يصبحون شيوخ يحملون اسماء مبهمة كأن يقال له أبوعمر الشامي، أو أبوعلي المغربي، أو أبوحفص الليبي، أو أبوبكر البغدادي، أبو محمد الجولاني أو إمامي الهادي وهكذا .. ويصدر هذا الشيخ أو ذاك فتاوى إرهابية خاصة، يعدها له الموساد، لتشويه صورة الاسلام الحقيقية، ويطلب الموساد من هذا الشيخ أحياناً تأسيس منظمة إسلامية جهادية يجند فيها أناساً بعينهم، بل وتقوم هذه المنظمة الجهادية بعمليات يخطط لها هذا الشيخ الذي غرسه الموساد في المكان المطلوب.

تلك الخطة التخريبية ضد الاسلام والمسلمين وضعت وتنفذ على مدار عقود عبر الموساد وعملائه

.. يرسلونهم ويزرعونهم في كل مكان يحتاجونهم فيه خاصة في منطقتنا العربية، ليحققوا من خلالهم أهدافهم في إثارة الفتن الدينية والطائفية، والتدليس والدس في الإسلام، والتخريب الممنهج لإفساد وتشويه صورة الإسلام.. وتشكيك المسلمين في دينهم وخلق انقسامات متعددة في كل مجتمع عربي وكل مجتمع مسلم.. فالتجارب أثبتت أنهم يحسنون اختيار الشخص المناسب لتلك المهمة القذرة ويضعوه في المكان المناسب ويهيئون له الظروف المناسبة، ويهيئون الأجواء المثالية لنجاحه في مهمته وحمايته من كل ضرر أو خطر.. لذا تجد رجالهم يصعدون في بلادنا بسرعة الصاروخ، ولا يقترب منهم أحد مهما تم كشفهم، بل باتوا أكثر قوة خلال السنوات الأخيرة مع هرولة الحكومات للتطبيع العلني مع الكيان الإسرائيلي.

يعتمد هؤلاء على تسميتهم بأسماء عربية فالذي اسمه آرون يصبح اسمه هارون، ثم يكنى فيقال: الشيخ هارون المغربي أو أبو بكر البغدادي أو ابوعمر المصري أو ابوهشام السوري ….

إلخ من تلك التسميات المُبهمة، التي يصعب الوصول إلى حقيقة جذورها، فكيف تبحث وتتأكد من شخصية أبوفلان التونسي؟!، وهو أمير من الأمراء في بقعة ما يأمر وينهي ويُشرع ويفتي؟ من أمَّره أو شيَّخه أو ولَّاه؟! .. لا أحد .. كما الذي اسمه موشيه يصبح سماحة العلامة موسى الطحان، أو الحداد أو النجار .. حيث ينسبونه إلى مهنة أو صنعة أو أكله فلا يستطيع أحد إرجاع نسبه إلى عشيرة معروفة أو عائلة مشهورة في تلك الديار أو في هذه المنطقة .. وتستمر الحكاية مع مختلف الاسماء وفي جميع البلدان فمن اسمه ديفيد يصبح داود والذي اسمه مكرين يصبح مقرن وهكذا…

عزيزي القارئ وقائع مثيرة تثبت تنفيذ ذلك المخطط المشبوه في مختلف الدول العربية .. لعلك تتذكر الواقعة الشهيرة داخل ليبيا في 2017 .. عندما قامت السلطات الليبية باعتقال إمام مسجد يدعى أبو حفص الليبي، وبعد التحقيقات المطولة معه تبين أنه يحمل لقباً مزيفاً، واسمه الحقيقي، بنيامين إفرايم، إسرائيلي الجنسية ويخدم في فرقة المستعربين التابعة لجهاز الموساد، ونجح بالدخول إلى تنظيم “داعش” الإرهابي المصنوع أمريكيا وانتقل معهم إلى بنغازي، وهناك استطاع التغلغل في المجتمع وأصبح إماماً لأحد المساجد، وبعدها تحول إلى داعية ومسؤول عن حوالي 200 مقاتل، وكان يدعوا للجهاد على مدار 5 سنوات.

في 2011 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على شخص كان يحرض الثوار على قتل قوات الجيش والشرطة، وكان يصلي في الجامع الأزهر ويحرض المصلين ثم يعود للمعبد اليهودي بوسط البلد، وكل مرة يتحدث مع الناس في الشارع يدعي أنه صاحب جنسيه مختلفة، وعند القبض عليه تبين أنه ظابط في الموساد الإسرائيلي واسمه الحقيقي إيلان تشايم جرابيل.

في 2025 فوجئت إيران أثناء حربها الأخيرة مع إسرائيل بوجود اختراقات أمنية كثيرة لكن أكثرها صدمة اكتشاف أن رجل الدين امامي الهادي الذي يحظى بثقة الحوزات الشيعية ويعيش في طهران منذ 15 عام وله برنامج ديني في التلفزيون الرسمي ليس إلا ظابط الموساد الإسرائيلي اسمه الحقيقي، سمعون ديرافي، وتم صرف 15 مليون دولار على تجهيزه ليكون جاسوساً داخل إيران.

أرجوا منكم أن تتذكروا “توماس إدوارد لورنس” الضابط البريطاني اليهودي الذي اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال ما يسمى الثورة العربية عام 1916، ضد الدولة العثمانية، وعرف وقتها بلورنس العرب، وقد صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم لورنس العرب عام 1962.. الذي كان يخدم المخطط البريطاني لهدم الدولة العثمانية عبر إثارة الرعب

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى