تشغيل قطار خاص من القاهرة إلى أسوان لنقل السودانيين العائدين طوعًا

بدأت السلطات المصرية تنفيذ مرحلة جديدة من خطة واسعة لتيسير عودة السودانيين المقيمين في مصر إلى بلادهم وذلك من خلال توفير خدمات نقل خاصة تتماشى مع الإجراءات الإنسانية والتنظيمية الموضوعة ضمن إطار تعاون ثنائي يهدف إلى تسهيل عودة ما يقرب من مئة ألف مواطن سوداني إلى وطنهم بشكل طوعي وآمن
وشهدت العاصمة المصرية القاهرة صباح اليوم تشغيل قطار خاص يحمل رقم 1940 من طراز الدرجة الثالثة المكيّفة ويتجه مباشرة إلى محافظة أسوان جنوب البلاد حيث يمثل هذا القطار جزءًا من منظومة النقل الاستثنائية التي تم إعدادها لتيسير حركة العائدين الراغبين في المغادرة عبر المعابر الحدودية البرية مع السودان ومن المقرر أن يعود القطار نفسه إلى القاهرة برقم 1945 غدًا الثلاثاء لخدمة المسافرين في الاتجاه المعاكس
هذه الخطوة تأتي استجابة للمبادرات المتواصلة التي تم إطلاقها منذ عدة أشهر بالتنسيق بين الجهات السودانية والمصرية وهي جزء من خطة تفويج واسعة تستهدف تنظيم العودة الطوعية للمقيمين السودانيين الذين اضطروا إلى مغادرة بلادهم في ظل ظروف صعبة تمر بها السودان حاليًا حيث تقدر أعدادهم في مصر بعشرات الآلاف معظمهم يتوزع بين العاصمة وعدة محافظات مصرية جنوبية
ووفقًا للبيانات المتوفرة فإن عمليات التفويج تسير وفق جداول زمنية محددة ومراحل متدرجة تشمل تهيئة البنية التحتية على الأرض وتوفير وسائل نقل آمنة وميسّرة كما تعمل فرق ميدانية على التنسيق المستمر مع نقاط التجمع ومراكز التسجيل لضمان انسيابية العملية وتقليل فترات الانتظار وضمان الحفاظ على كرامة العائدين
وتشير التقديرات إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد ارتفاعًا في وتيرة الحركة مع تزايد أعداد الراغبين في العودة وهو ما يتطلب جهودًا لوجستية متواصلة وتنسيقًا متقدمًا مع الأجهزة المختلفة بما يشمل تأمين وسائل النقل والإعاشة وتسهيل الإجراءات الإدارية على الجانبين
وقد أشادت تقارير صادرة عن منظمات إغاثية دولية بجهود تنسيق العودة الطوعية للسودانيين من عدة دول مجاورة من بينها مصر حيث أشارت إحدى تقارير منظمة الهجرة الدولية إلى أهمية ضمان العودة الطوعية الكريمة بوصفها أحد الحلول المستدامة للأزمات الإنسانية الممتدة خصوصًا في ظل تدهور الأوضاع المعيشية داخل مناطق النزاع
وتبرز أهمية الخطوة الحالية في ضوء الحاجة المتزايدة إلى توفير حلول إنسانية عملية تعزز من الاستقرار الإقليمي وتخفف الضغط على البنى التحتية في دول الاستضافة خصوصًا مع دخول الأزمة السودانية مرحلة طويلة المدى وتزايد التحديات المرتبطة بالنزوح واللجوء في المنطقة
الجدير بالذكر أن المبادرة لا تقتصر على النقل فقط بل تشمل توفير الدعم الميداني والمرافقة التنظيمية للعائدين لضمان وصولهم بسلام إلى المناطق الحدودية ومنها إلى وجهاتهم النهائية داخل السودان وسط متابعة مستمرة من اللجان المعنية بالتفويج لضمان جودة التنفيذ والمرونة في مواجهة أي تحديات مستجدة