ثقافة وتاريخ

عودة صوت الطرب الخالد أم كلثوم إلى مسرح العرائس في عرض شهري بالساقية

يشهد مسرح قاعة الحكمة بساقية الصاوي مساء الخميس الموافق السابع من أغسطس المقبل عودة مرتقبة لعروض مسرح العرائس الشهرية التي تستعيد تراث سيدة الغناء العربي أم كلثوم عبر فعالية تحمل طابعًا فنيًا متجددًا تحت عنوان أم كلثوم تعود من جديد حيث تقدم فرقة مسرح عرائس ساقية الصاوي اثنتين من أشهر أغانيها هما أنا وانت ظلمنا الحب ويا مسهرني ضمن عرض موسيقي يجمع بين الحنين إلى زمن الطرب الأصيل وجمال فن العرائس المتقن

ويأتي هذا العرض في إطار سلسلة شهرية مستمرة منذ انطلاق المشروع الفني الذي يحمل اسم أم كلثوم تعود من جديد وهو المشروع الذي بدأ فعليًا عام 2007 بعد عام واحد فقط من افتتاح مسرح العرائس بالساقية الذي انطلق بمسرحية الماسورة الكبيرة من تأليف المهندس محمد الصاوي مؤسس الساقية ومنذ ذلك الحين تحول المسرح إلى مساحة فنية مخصصة لإحياء تراث الطرب العربي من خلال عروض العرائس التي تلاقي رواجًا جماهيريًا واسعًا بفضل دقتها في تقليد تفاصيل الأداء الكلثومي الأصلي

العروض التي تقدمها فرقة مسرح عرائس ساقية الصاوي شهريًا استطاعت أن ترسخ مكانتها كجزء من المشهد الثقافي والموسيقي في القاهرة حيث تشهد إقبالًا كبيرًا من محبي الفن الأصيل الذين يجدون في هذه الفعالية فرصة لا تتكرر لاستعادة الأجواء الحية لحفلات أم كلثوم في منتصف القرن الماضي بأسلوب بصري مختلف يجمع بين البساطة والاحترافية

منذ انطلاق مشروع المسرح عام 2006 تمكنت الفرقة من إنتاج 11 مسرحية موجهة للأطفال كما نظمت العديد من الحفلات الموسيقية التي استضافت فنانين مصريين وأجانب ويستمر المسرح في تطوير عروضه وتوسيع نشاطه داخل وخارج مقر الساقية إذ يشارك في مهرجانات مسرحية وموسيقية داخل مصر وخارجها

ولم يقتصر دور مسرح الساقية للعرائس على العروض الفنية فقط بل توسع ليشمل الجوانب التعليمية أيضًا إذ أنشأ المسرح في العام نفسه مدرسة متخصصة لتعليم فنون صناعة العرائس ضمن فعاليات مهرجان إجازتي للأطفال والذي يستهدف الفئات العمرية من 8 حتى 16 سنة ما يساهم في دعم الفنون التربوية والإبداعية وتنمية الحس الفني لدى النشء

تجدر الإشارة إلى أن نجاح هذه العروض يعتمد على المزج الذكي بين الصوت الأصلي للمطربة الراحلة والتجسيد البصري المحترف من خلال الدمى التي تتحرك بانسيابية عالية ما يمنح الجمهور تجربة فريدة تتجاوز حدود الترفيه لتتحول إلى حالة وجدانية تعيد إحياء إرث فني خالد ما زال ينبض بالحياة في الذاكرة الجمعية للجمهور العربي

وبينما تستعد الساقية لاستقبال جمهورها في هذا العرض الجديد يبقى المشروع واحدًا من التجارب الثقافية النادرة التي أثبتت قدرة الفنون البصرية على أن تكون وعاءً فعالًا لحفظ التراث الموسيقي العربي وتقديمه للأجيال الجديدة بأساليب معاصرة ترسخ قيمة الفن في الوجدان الجمعي

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى