مقالات وآراء

جورج بشرى: كانت ملاكًا على الأرض… علا غبور التي زرعت الأمل ورحلت

كتب جورج بشرى عبر صفحته الشخصية في فيسبوك: “كانت ملاك على الأرض… علا غبور.”

هكذا بدأ حديثه عن واحدة من أنبل النساء في تاريخ مصر الحديث، امرأة لم تكن تبحث عن الضوء، لكنها صارت نورًا في حياة آلاف الأطفال.

كانت ملاك على الأرض
علا غبور، ستّ شافت الدنيا من خلال دمعة طفل مريض، وابتسمت من قلبها لما الألم خف، ولما الأمل رجع لعيون صغيرة كانت بتودّع الحياة.

مش مجرد اسم… دي إنسانة
اختارت تمشي سكة الخير، بكل قلبها وفلوسها ووقتها.
ما صرفتش على شنط ومجوهرات، صرفت على دوا، وسراير، وأمل… لولاد مالهمش ذنب غير إن المرض خطف منهم الطفولة.

كانت دايمًا تقول:
“اللي عايز يجيبلي هدية، يتبرع بتمنها لمريض… ده اللي يفرحني بجد”.
كانت بتفرح بالفعل، مش بالكلام، وبتتأثر من جوّاها لما طفل يبتسم تاني.

ما بتحبش الإعلام ولا الصور
كانت دايمًا في الكواليس، لكن الخير اللي عملته واضح في وشوش آلاف الأطفال، اللي لولاها ما كانوش عاشوا… ولا اتحضنوا تاني.

أسست مستشفى 57357 من لا شيء
الحلم اللي بقى واقع، بإصرارها، وصدقها، ودمعتها اللي ما كانتش تنزل إلا لما طفل يتعب.

وجات اللحظة الصعبة…
وهي بتوزّع أمل، اكتشفت إنها مريضة بالسرطان!
ضحكت وقالت:
“معقول بعد كل ده… المرض يجيلي أنا؟”
وماتت زي ما عاشت… نقية، راضية، وبتحب الخير.

الدكتور مجدي يعقوب قال عنها:
“أنا مَدين ليها… وفضلها عليّا كبير”،
بعد ما ساعدته في إنشاء مركز القلب في أسوان.

ورجال أعمال كبار قالوا:
“كانت بتكسفنا بكرمها، وبساطتها، وبحبها الحقيقي للناس”.

وماتت وسايبة وراها 1.8 مليار جنيه للمستشفى…
لكن اللي سابته أكبر من الفلوس…
سابِت قدوة، وإنسانة، واسم هيفضل نور في تاريخ مصر.

رحم الله الست الطيبة
اللي خدت بإيدين آلاف من الضلمة للنور.

علا غبور… اسم هيفضل حي ما بينا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى