قوات الاحتلال تقتحم سفينة “حنظلة” وتسيطر عليها أثناء محاولتها كسر الحصار عن غزة

اقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية سفينة “حنظلة” التي كانت تقل على متنها 21 متضامنًا دوليًا خلال توجهها إلى قطاع غزة في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني منذ سنوات، وسيطرت عليها بالكامل.
اقتحام مباشر وبث ينقطع
وأظهر بث مباشر لحظة اقتحام الجنود الإسرائيليين السفينة بأسلحتهم، وإجبار المتضامنين على رفع أيديهم والاستسلام، قبل أن ينقطع البث المباشر فورًا بعد بدء العملية، ما أثار المخاوف بشأن مصيرهم.
حتى الآن، لم تُعرف تفاصيل مصير طاقم السفينة والمتضامنين بعد انقطاع الاتصال بالكامل، وسط صمت رسمي من سلطات الاحتلال بشأن وضعهم الحالي.
نداء استغاثة قبل الاقتحام
وقبل لحظات من الاقتحام، أطلقت سفينة “حنظلة” نداء استغاثة عاجل بعد اقتراب قطع بحرية إسرائيلية منها وهي تقترب من شواطئ غزة، وفق ما أفادت به اللجنة الدولية لكسر الحصار.
وقالت اللجنة، في منشور على منصة “إكس”:
“قوات الاحتلال تتوجه نحو حنظلة، والسفينة توجه نداء استغاثة”.
إسرائيل تؤكد السيطرة: الركاب “سالمون”
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفينة “حنظلة” أصبحت الآن “في طريقها إلى شواطئ إسرائيل”، بعد أن تمت السيطرة عليها من قبل القوات البحرية الإسرائيلية.
وأضافت الوزارة في بيان نشرته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية:
“جميع الركاب سالمون”، وزعمت أن “محاولات كسر الحصار خطيرة وغير قانونية”.
الرحلة انطلقت من إيطاليا
وكان تحالف أسطول الحرية قد أعلن، السبت، أن طائرات مسيرة إسرائيلية شوهدت تحلق فوق السفينة قبل اعتراضها، مشيرًا إلى أن “حنظلة” أبحرت من ميناء سيراكوزا الإيطالي في 13 يوليو/ تموز، وتوقفت في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر ذاته لتجاوز مشكلات تقنية، ثم عاودت الإبحار في 20 يوليو باتجاه غزة.
السفينة كانت تقل 21 ناشطًا دوليًا من جنسيات مختلفة، ضمن محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة ونقل المساعدات الرمزية إليه.
سلسلة اعتداءات على سفن الإغاثة
وتأتي عملية اقتحام “حنظلة” بعد أسابيع من اعتداءات مماثلة، حيث سبق أن استولى الجيش الإسرائيلي، في 9 يونيو/ حزيران الماضي، على سفينة “مادلين” ضمن “أسطول الحرية” أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقل 12 ناشطًا، قبل أن يتم ترحيلهم بشرط عدم العودة.
كما تعرضت سفينة “الضمير” لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية في 2 مايو/ أيار الماضي، ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها، أثناء محاولتها الإبحار إلى غزة.
غزة… مأساة إنسانية مستمرة
وتأتي هذه التطورات في وقت يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، نتيجة الحصار الإسرائيلي الشامل وحرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
منذ 2 مارس/ آذار 2024، يشهد القطاع إغلاقًا كاملًا للمعابر ومنعًا تامًا لدخول الغذاء والدواء، ما تسبب في تفشي المجاعة وظهور أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى، بحسب تقارير دولية.
ووفقًا لبيانات فلسطينية وأممية، أسفرت هذه الإبادة الجماعية، بدعم أمريكي، عن أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين في ظروف مأساوية.