الاحتلال الإسرائيلي يعرض خطة جديدة لتشديد الحصار على غزة وتوسيع العملية البرية

مصادر عبرية: “عربات جدعون” فشلت.. وترامب يقر بالمجاعة في غزة ويفنّد مزاعم نتنياهو
أفادت هيئة البث العبرية، مساء الإثنين، بأن الجيش الإسرائيلي سيعرض على المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) خطة جديدة لتشديد الحصار على غزة، تتضمن توسيع العملية البرية إلى مناطق إضافية، في إطار حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 22 شهرًا على الشعب الفلسطيني.
خطة جديدة لتشديد الحصار… دون قرار باحتلال غزة بالكامل
بحسب الهيئة، سيعرض الجيش خطته الجديدة بطلب من المستوى السياسي الإسرائيلي، وتتمحور حول توسيع نطاق القتال البري وتشديد الحصار المفروض على قطاع غزة. إلا أن مصدرًا مطّلعًا على تفاصيل الخطة أكد أنه “حتى الآن، لم يُطلب من الجيش تقديم خطة لاحتلال كامل القطاع، ومن المشكوك فيه أن يحدث ذلك”.
وتعكس هذه التصريحات تردّدًا داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية بشأن الخطوات التالية في القطاع، في ظل فشل العمليات العسكرية في تحقيق أهدافها المعلنة.
مسؤولون إسرائيليون: الوضع في غزة هو الأسوأ
ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله:
“نحن في أسوأ وضع حاليًا. المفاوضات متوقفة، الجيش يتخبط داخل القطاع، الجنود يُقتلون، وحماس لا تشعر بأي ضغط”.
وأشار إلى أن الخطة تأتي وسط جمود في صفقة التبادل مع حماس، وتراجع في فعالية العمليات العسكرية على الأرض.
ترامب يُقر بالمجاعة ويفضح نتنياهو
في ضربة سياسية لمزاعم الاحتلال، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوجود مجاعة في قطاع غزة، مستشهدًا بمشاهد أطفال يموتون جوعًا، ما يفنّد ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أنكر تفشي المجاعة مرارًا.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها ترامب برفقة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبيل لقائهما في اسكتلندا، في موقفٍ من شأنه تعزيز الضغوط الدولية على الاحتلال بشأن الحصار والمساعدات.
فشل “عربات جدعون” وعقبات في اتخاذ القرار
منذ 17 مايو/ أيار الماضي، ينفذ الجيش الإسرائيلي عدوانًا تحت مسمى “عربات جدعون”، يستهدف إخلاء الفلسطينيين من مناطق القتال في شمال غزة، مع بقاء الاحتلال في المناطق التي يسيطر عليها.
لكن بحسب القناة 13 العبرية، لم تحقق العملية أهدافها، وهناك تخوف من أن توسيع العمليات العسكرية قد يُعرض حياة الرهائن للخطر، وهو ما يشكّل أحد أعقد الملفات داخل أروقة اتخاذ القرار في تل أبيب.
وأكد مسؤولون إسرائيليون للقناة أن الاحتلال بحاجة إلى حسم واضح للأهداف العسكرية في غزة، وسط حالة من الضبابية والانقسام السياسي.
نتنياهو يدعو المتشددين لاجتماع الكابينت
وذكرت هيئة البث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى اجتماع الكابينت، بعد أن كان قد استبعدهما من قرارات تتعلق بإدخال المساعدات لغزة.
الاجتماع يهدف، بحسب مصادر عبرية، إلى بحث مستقبل الحرب على غزة، وسط تقييمات عسكرية وسياسية تصف الموقف بـ”الخطير والمفصلي”.
إسرائيل تروّج لـ”وهم الإغاثة” عبر المساعدات الجوية
في سياق متصل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش “سمح” مؤخرًا بإسقاط جوي لكميات محدودة من المساعدات، وبدأ ما وصفه بـ”تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية” في مناطق محددة للسماح بوصول الإغاثة.
لكن هذه الخطوات قوبلت بانتقادات واسعة من منظمات دولية، إذ قالت وكالة الأونروا إن الإنزال الجوي لا ينهي المجاعة، ووصفه المرصد الأورومتوسطي بأنه “ترويج لوهم الإغاثة” في وقت تواصل فيه إسرائيل استخدام “الجوع كسلاح”.
مجاعة وإبادة جماعية مستمرة منذ 7 أكتوبر
منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل، التجويع، التدمير، والتهجير القسري، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية، وبـدعم أمريكي مطلق.
وقد تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين 205 آلاف بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، مع أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والرضع.
ورغم تحذيرات محكمة العدل الدولية، والأمم المتحدة، ومنظمات الإغاثة العالمية، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع بالكامل أمام المساعدات منذ 2 مارس/ آذار الماضي، ما فاقم الأزمة الإنسانية وعمّق معاناة السكان.