بعثة الأمم المتحدة ترحب بإعادة انتخاب تكالة رئيساً للمجلس الأعلى للدولة.. والمشري يصف القرار بـ”غير الشرعي”

رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعادة انتخاب محمد تكالة رئيساً للمجلس الأعلى للدولة، في خطوة وصفتها بأنها جرت في ظروف “طبيعية وشفافة”، وتعكس رغبة الأعضاء في تجاوز الانقسامات السياسية التي أعاقت عمل المجلس خلال العام الماضي.

وفي بيان صدر فجر الثلاثاء، أشادت البعثة بحضور ثلثي أعضاء المجلس خلال جلسة الأحد التي أفضت إلى انتخاب تكالة، معتبرة أن هذا الحضور يعكس “توافقاً واسعاً” بين الأعضاء، كما دعت إلى كسر الجمود السياسي والانخراط الجاد في عملية سياسية يقودها الليبيون برعاية أممية.

المشري يرفض ويطعن في شرعية الجلسة

في المقابل، أعرب الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة خالد المشري عن رفضه الشديد لبيان البعثة الأممية، واصفاً إياه بأنه “يفتقر إلى الدقة ويجافي الحقيقة والواقع”، بحسب تعبيره.

وأكد المشري، في بيان رسمي، أن جلسة إعادة الانتخاب “لم تكن شرعية قانونياً” بسبب مقاطعة أكثر من 45 عضواً، إلى جانب ما وصفه بـ”مخالفات صريحة للنظام الداخلي للمجلس”.

وانتقد المشري تدخل البعثة الأممية في ما وصفه بـ”نزاع قضائي جارٍ”، واعتبر أن موقفها يشكل “تجاوزاً غير مبرر يمس باستقلال القضاء، وانحيازاً لطرف دون آخر”، مضيفاً أن شرعية المؤسسات لا تُمنح من الخارج بل تُستمد من “القانون والإجراءات السليمة”.

خلفية الأزمة

تعود جذور الأزمة إلى أغسطس 2024، حين جرت جلسة انتخابية فاز فيها خالد المشري بفارق صوت واحد، لكن جدلاً نشب حول قانونية تصويت أحد الأعضاء، ما أدى إلى عقد جلسة جديدة يوم الأحد، أفضت إلى انتخاب تكالة مجددًا، وهو ما رفضه المشري، واعتبره انقلاباً على القواعد الداخلية.

يُذكر أن تكالة كان قد فاز للمرة الأولى برئاسة المجلس في أغسطس 2023، بفارق 5 أصوات عن المشري. وتُعد الانتخابات الحالية الدورة العاشرة للمجلس الأعلى، فيما تمتد ولاية المكتب الرئاسي لعام واحد.