بوتين يصف مفاوضات إسطنبول مع أوكرانيا بـ”الإيجابية”.. وترقب لجولة جديدة

وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجولة الثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا، والتي استضافتها مدينة إسطنبول التركية في 23 يوليو/تموز الماضي، بأنها كانت “إيجابية عموماً”، مشدداً على أهمية استمرار المشاورات بعيداً عن الأضواء.
وفي تصريحات أدلى بها الجمعة عقب لقائه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في روسيا، قال بوتين إن المفاوضات تبقى “ضرورية ومهمة دائماً”، معتبراً أن عودة آلاف الأشخاص إلى أوطانهم، وتبادل جثامين الجنود بين الطرفين، يمثل مؤشرات إيجابية.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده سلمت كييف جثامين نحو ألف جندي أوكراني، وتسلمت بالمقابل جثث عشرات من جنودها، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوات الإنسانية تساهم في تهيئة أجواء للحوار.
وكشف بوتين أن موسكو اقترحت على الجانب الأوكراني تشكيل ثلاث مجموعات عمل لبحث القضايا الخلافية، وأن كييف “رحبت بالفكرة من حيث المبدأ”، إلا أن هذه المجموعات لم تباشر أعمالها بعد.
“نحن مستعدون للانتظار”
وعن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي قال فيها إنه “لا جدوى من التفاوض مع روسيا حالياً ويجب انتظار تغيير القيادة”، رد بوتين قائلاً: “إذا كانت القيادة الأوكرانية ترى أن الوقت لم يحن بعد، فنحن مستعدون للانتظار”.
وأوضح أن أهداف روسيا في أوكرانيا لم تتغير، وتتمحور حول “إزالة أسباب الأزمة الحالية وضمان الأمن القومي الروسي”.
ترامب يهدد بمهلة جديدة لوقف إطلاق النار
وفي سياق متصل، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن استيائه من بوتين، مشيراً إلى أنه “خذله” في مساعيه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
وقال ترامب، في تصريحات الاثنين، إنه سيعيد ضبط المهلة التي سبق أن منحها لموسكو في 14 يوليو/تموز ومدتها 50 يوماً، محدداً موعداً جديداً يتراوح بين 10 و12 يوماً اعتباراً من 28 يوليو.
وحذر ترامب من فرض عقوبات إضافية، من بينها رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات السلع الروسية، في حال لم تلتزم موسكو بالتوصل إلى اتفاق سلام.
خلفية النزاع
وتشهد العلاقات بين موسكو وكييف تصعيداً منذ 24 فبراير/شباط 2022، عندما أطلقت روسيا هجوماً واسع النطاق على الأراضي الأوكرانية. وتصر موسكو على أن إنهاء الحرب مشروط بتخلي كييف عن الانضمام إلى التكتلات العسكرية الغربية، وهو ما تعتبره أوكرانيا تدخلاً في سيادتها الوطنية.
وكانت إسطنبول قد استضافت جولتين سابقتين من المفاوضات في مايو ويونيو الماضيين، أسفرتا عن اتفاقات إنسانية لتبادل الأسرى، ما فتح الباب أمام جولة ثالثة في يوليو، وسط آمال متواضعة بإحراز تقدم سياسي.