أوتشا تدعو لدخول مئات الشاحنات يومياً إلى غزة وتحذر من كارثة إنسانية متفاقمة

دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الأربعاء، إلى السماح بدخول مئات الشاحنات الإنسانية والتجارية يومياً إلى قطاع غزة “بسرعة ودون عوائق”، محذراً من أن القطاع يقف على شفا كارثة غذائية وصحية وإنسانية شاملة.

وأوضح المكتب في بيان أن إسرائيل تسمح منذ أيام بدخول أعداد محدودة فقط من الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم، فيما يحتاج أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية.

وقال يانس لاركيه، المتحدث باسم “أوتشا”، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إن “الاحتياجات داخل غزة هائلة إلى درجة تستدعي دخول مئات الشاحنات يومياً، ولمدة شهور وربما سنوات قادمة”، مؤكداً أن الفارق بين ما يُدخل فعلياً وبين حجم الاحتياج “غير متناسب بشكل كارثي”.

وأشار إلى أن إعلان إسرائيل بالسماح بدخول بعض البضائع التجارية لن يكون كافياً، مشدداً على أن “المساعدات الأممية مجانية، ممولة من المانحين، لكنها تعاني من عراقيل تعيق دخولها وتوزيعها”.

من جهتها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن سوء التغذية الحاد بين الأطفال في غزة ينتشر بوتيرة أسرع من قدرة المساعدات على الوصول إليهم، مؤكدة أن “أعداد الأطفال الذين ماتوا جوعاً في تزايد، والكثيرون معرضون للموت من أمراض يمكن تجنبها”.

وأوضحت اليونيسيف أن غالبية هؤلاء الأطفال لا تصل حتى إلى المستشفيات، مما يجعل عدد الوفيات الحقيقي أعلى من المعلن، فيما حذرت من أن “الوقت ينفد لإنقاذهم”.

ورغم جمع الأمم المتحدة نحو 200 ألف لتر من الوقود، فإن ما تم إدخاله فعلياً إلى غزة الأسبوع الماضي لم يتجاوز 29 ألف لتر، وهو ما لا يكفي لتشغيل المستشفيات، وشاحنات الإغاثة، ومحطات المياه والصرف الصحي.

وتشهد غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرباً إسرائيلية خلفت أكثر من 211 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة متفاقمة تسببت في وفاة العشرات بسبب الجوع.