العالم العربي

الرئيس اللبناني يدعو لربط لبنان بدور إقليمي منتج والمشاركة في إعادة الإعمار والمشاريع الكبرى

دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون، الجمعة، إلى ضرورة إعادة ربط لبنان بدور إقليمي منتج، ليكون حاضرًا في مشاريع إعادة الإعمار والتحولات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المنطقة.

جاء ذلك خلال رعايته افتتاح مؤتمر الاقتصاد الاغترابي الرابع في بيروت، الذي نظمته مجموعة “الاقتصاد والأعمال” بالشراكة مع وزارة الخارجية والمغتربين وبالتعاون مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية المقيمة والاغترابية، بمشاركة نحو 450 شخصية اقتصادية من 37 دولة، معظمهم من دول الخليج العربي.

دبلوماسية اقتصادية وفرص استثمارية

وأكد عون أهمية العمل على دبلوماسية اقتصادية جدية، تفتح أمام اللبنانيين أبواب العمل والاستثمار في الداخل والخارج، مشددًا على ضرورة خلق فرص عمل محلية تعيد الأمل للشباب اللبناني، وتدفعهم للبقاء في وطنهم.

وأوضح أن المنطقة تشهد استثمارات عملاقة في مجالات جديدة، ما يحتم على لبنان الاستفادة من هذه التحولات، والمشاركة الفاعلة فيها عبر شراكات إقليمية ومبادرات اقتصادية متجددة.

العلاقات العربية… عمق استراتيجي

وقال الرئيس اللبناني إن “العالم العربي لم يكن يومًا بعيدًا عن لبنان لا جغرافيًا ولا وجدانيًا”، واصفًا الدول العربية بأنها العمق الاستراتيجي للبنان والسند السياسي والاقتصادي. وشدد على أن أي خطة تعافٍ اقتصادي لا يمكن أن تنجح دون إعادة تفعيل العلاقة مع جميع الأشقاء العرب.

إصلاحات وعقد اجتماعي جديد

وأشار عون إلى حاجة لبنان لإعادة صياغة العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطنين، بما يضمن دولة قانون وعدالة ورؤية اقتصادية واجتماعية تضع الإنسان في صلب أولوياتها. وقال إن البلاد أمام “لحظة تأسيسية حقيقية” تتطلب مسؤولية وجرأة للانطلاق مجددًا كدولة فاعلة ذات سيادة.

وأضاف أن النمو الاقتصادي يحتاج إلى استثمار، والاستثمار يحتاج إلى المغتربين، الذين بدورهم يحتاجون إلى بيئة مستقرة ومناخ من الثقة.

دور حيوي للمغتربين

وتعد التحويلات المالية للمغتربين اللبنانيين ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد، إذ تُقدّر قيمتها بنحو 10 مليارات دولار سنويًا، وتشكل مصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية، ما يساهم في تعزيز الاستقرار المالي وتلبية احتياجات آلاف العائلات، ودعم قطاعات التعليم والصحة والخدمات.

ويشهد المؤتمر، الذي يُعقد سنويًا، عرضًا لقصص نجاح لبنانية في الداخل والخارج، وتكريم شخصيات مرموقة، إلى جانب كونه دعوة مفتوحة لورشة تفكير وطني تعيد وصل ما انقطع بين الدولة والمجتمع، والمقيم والمغترب، ولبنان وأشقائه العرب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى