فلسطين

بعد موافقة حماس على اتفاق التهدئة، ما سبب تردد نتنياهو في اتخاذ قراره النهائي؟

رغم إعلان حركة المقاومة الإسلامية “حماس” موافقتها على المقترح الأخير الذي قدمه الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يواصل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المماطلة في اتخاذ قرار حاسم، في وقت يرى فيه محللون أن هدفه إطالة أمد الحرب وإرضاء وزرائه المتطرفين.

عنبتاوي: نتنياهو يناور لتحقيق أهدافه

قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سامر عنبتاوي إن موافقة “حماس” والفصائل الفلسطينية على المقترح وضعت الاحتلال أمام سيناريوهين:

  1. الاستمرار في المماطلة، كما يحدث حاليًا، عبر الحديث عن إرسال وفود رغم معرفة الحكومة الإسرائيلية بكل تفاصيل المقترح.
  2. تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تشمل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء وتسليم جثامين 18 أسيرًا، وهو ما قد يسمح لنتنياهو بتهدئة شركائه اليمينيين مؤقتًا، قبل افتعال ذرائع لاستمرار العدوان وتحقيق أهدافه المتمثلة في التهجير ومحو قطاع غزة.

وأضاف عنبتاوي أن الضغط الأمريكي والتحركات الداخلية في مجتمع الاحتلال قد تكون عوامل أكثر تأثيرًا لدفع الحكومة نحو تنفيذ الاتفاق حتى نهايته، “رغم أن هذا الاحتمال يظل الأضعف لكنه الأفضل لشعبنا المظلوم”.

وأكد أن نتنياهو لا يختلف جوهريًا عن وزرائه المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، “إذ يتشاركون العقيدة والأهداف، لكن الفرق أن الأخيرين أكثر صراحة في تطرفهما، بينما نتنياهو يوازن بين الضغوط الداخلية والخارجية”.

أبو علان: مناورة عسكرية – تفاوضية

من جانبه، قال الكاتب والمترجم المتخصص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان إن تصريحات نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس حول أن موافقة “حماس” جاءت بفعل “الضغط العسكري الهائل”، قد تكون مقدمة لقبول المقترح.

وأوضح أن “الصفقة الجزئية تتماشى مع رؤية نتنياهو للحرب على غزة، رغم أنه انتقل مؤخرًا للمطالبة بصفقة شاملة”.

وفيما يتعلق بالمصادقة على خطط إعادة احتلال غزة وتوزيع نحو 130 ألف أمر استدعاء للاحتياط، لم يستبعد أبو علان أن تكون هذه الخطوات جزءًا من مناورة تفاوضية قبيل الموافقة على المقترح.

تفاصيل مقترح الوسطاء

كانت “حماس” قد أعلنت قبل يومين موافقتها على مقترح جديد لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، مقابل تبادل جزئي للأسرى.

وبحسب مصادر فلسطينية، يتضمن المقترح:

  • تبادل 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة.
  • مقابل الإفراج عن 1,700 أسير فلسطيني، بينهم 45 أسيرًا محكومًا بالمؤبد و15 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية.

وقد جرت مفاوضات في القاهرة شاركت فيها مختلف الفصائل الفلسطينية إلى جانب “حماس”، لضمان وحدة الموقف وتجنب تحميل الحركة وحدها مسؤولية فشل التفاهمات أو التصعيد الجديد.

إبادة جماعية متواصلة

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل بدعم أمريكي شن إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تحدٍ للقرارات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.وحتى الآن، أسفرت الحرب عن استشهاد 62,064 فلسطينيًا وإصابة 156,573 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 10 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى