حياة ومسيرة القاضي الأمريكي فرانك كابريو المعروف بـ”القاضي الرحيم”

توفي القاضي الأمريكي فرانشيسكو “فرانك” كابريو، الشهير بلقب “القاضي الرحيم”، عن عمر ناهز 88 عامًا في 20 أغسطس/ آب 2025، بعد صراع مع مرض سرطان البنكرياس، تاركًا إرثًا قضائيًا وإنسانيًا خلد اسمه عالميًا.
السيرة والنشأة
وُلد كابريو في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1936 في حي فيدرال هيل بمدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند، لأسرة مهاجرة من أصول إيطالية. عمل في شبابه بأعمال بسيطة مثل غسل الصحون وتلميع الأحذية، وتفوق رياضيًا بفوزه بلقب الدولة في المصارعة عام 1953.
التحق بكلية بروفيدنس وتخرج منها عام 1958، ثم حصل على شهادة الحقوق من جامعة سافولك أثناء عمله مدرسًا. كما خدم بين عامي 1954 و1962 في وحدة المهندسين بالحرس الوطني الأمريكي.
المناصب والتعيين القضائي
- انتُخب عضوًا في مجلس مدينة بروفيدنس من 1962 حتى 1968.
- ترشح لمنصب المدعي العام لولاية رود آيلاند عام 1970.
- تولى رئاسة مجلس حكام التعليم العالي بولاية رود آيلاند.
- عُيّن قاضيًا في محكمة بروفيدنس البلدية عام 1985، وتدرج ليصبح رئيسها حتى تقاعده عام 2023.
- بعد تقاعده، كرّمت المدينة مسيرته بتسمية قاعة المحكمة باسمه رسميًا.
“القاضي الرحيم” وشهرة إعلامية
نال كابريو شهرة عالمية بفضل برنامجه التلفزيوني “Caught in Providence”، الذي بدأ عرضه محليًا ثم وُزع وطنيًا عام 2018.
مقاطع الفيديو من جلساته القضائية انتشرت عبر الإنترنت، وحققت مشاهدات قاربت نصف مليار بحلول 2022.
عُرف بأسلوبه الإنساني المميز، إذ خفف الغرامات عن الفقراء، وأشرك الأطفال في إصدار بعض الأحكام، ما أكسبه لقب “أطيب قاضٍ في العالم”.
المبادرات المجتمعية والإنسانية
لم يقتصر عطاؤه على المحكمة؛ فقد أسس منحًا دراسية باسم والده في جامعة سافولك، كلية بروفيدنس، ومدرسته الثانوية.
شارك في مشاريع خيرية متنوعة، منها Boys Town of Italy وبنك الطعام، وساهم في جهود ترميم تمثال الحرية وجزيرة إيليس.
الجوائز والتكريم
- نال درجات فخرية من جامعة سافولك (1991)، وكلية بروفيدنس (2008)، وجامعة رود آيلاند (2016).
- حصل على جائزة منتج مهرجان الفيلم في رود آيلاند عام 2018.
- أطلق مجلس مدينة بروفيدنس اسمه على قاعة المحكمة تكريمًا لمسيرته.
إرث إنساني خالد
ترك كابريو بصمة فريدة في القضاء الأمريكي، حيث جمع بين العدالة والرحمة، وغدا نموذجًا عالميًا للقاضي الإنساني.
وقال عنه حاكم رود آيلاند دان ماكي: “كان كنزًا وطنيًا، علّمنا أن القانون يمكن أن يطبق بإنسانية ودفء”.