الأونروا: الفلسطينيون في غزة بين القتل قصفًا والموت جوعًا بسبب الحصار الإسرائيلي

أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، الأربعاء، أن مصير الفلسطينيين في قطاع غزة بات محصورًا بين خيارين مأساويين: الموت تحت القصف الإسرائيلي أو الموت جوعًا بسبب الحصار.
وقال لازاريني في منشور عبر منصة “إكس” بدأه بهاشتاغ: “لا مكان آمن في #غزة. لا أحد آمن”، إن الحرب التي قاربت على اليوم الـ700 مستمرة بلا هوادة، حيث “يُقتل الناس ويُصابون مع تكثيف الجيش الإسرائيلي وتوسيع عملياته”.
استهداف شامل للمدنيين والبنية التحتية
وأضاف أن المستشفيات والمدارس والملاجئ والمنازل تُقصف يوميًا، فيما يُقتل الصحفيون والعاملون الصحيون والإنسانيون على نطاق “لم يشهده أي صراع آخر في التاريخ الحديث”.
وأشار إلى أن الجرائم المتكررة بحق المدنيين تجري وسط إفلات كامل من العقاب، لدرجة أن “الفظائع الأخيرة تُوصف بأنها مجرد حوادث مؤسفة، بينما يُنكر الحديث عن المجاعة الجارية في غزة”.
أرقام المأساة
وحتى الأربعاء، أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة عن:
- 62,895 قتيلاً.
- 158,927 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال.
- أكثر من 9 آلاف مفقود.
- مئات آلاف النازحين.
- 313 وفاة بسبب المجاعة بينهم 119 طفلًا.
مجاعة قاتلة وحصار شامل
وأوضح لازاريني أن “الجوع يهدد الجميع في غزة بموت بطيء وصامت”، في ظل إغلاق إسرائيل معابر القطاع منذ 2 مارس/ آذار الماضي، وعدم السماح سوى بإدخال عدد ضئيل جدًا من الشاحنات، ما زج بالقطاع في مجاعة قاتلة.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قد حذّر، الثلاثاء، من تفاقم المجاعة بوتيرة متسارعة جراء استمرار الحصار المفروض على 2.4 مليون فلسطيني.
دعوة لوقف إطلاق النار والمساءلة
وشدد المفوض العام للأونروا على أنه “لا شيء يبرر هذه الهجمات الجسيمة على حياة الفلسطينيين وهويتهم”، مؤكدًا أن الوقت قد حان لـ إرادة سياسية حقيقية لإنهاء هذا الجحيم على الأرض، مجددًا دعوته إلى وقف إطلاق النار الفوري، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.
انسداد سياسي ومأزق إسرائيلي داخلي
على الصعيد السياسي، لا تزال المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار متعثرة. فقد قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء، إن بلاده بانتظار رد رسمي من إسرائيل على مقترح جديد، لكنه أشار إلى أن “إسرائيل لا تبدو راغبة في التوصل إلى اتفاق”.
في المقابل، أكدت حركة حماس أنها وافقت على صفقة جزئية وأبدت استعدادًا لصفقة شاملة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض كل الحلول ويضع عراقيل جديدة.
وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب للحفاظ على بقائه في السلطة، خوفًا من انهيار ائتلافه الحكومي المتطرف، فيما يواجه محاكمة بتهم فساد داخليًا، ومذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.