رياضة

سيرة ومسيرة..محمد عبد الوهاب لاعب الأهلى الغائب الحاضر

“لا تبكِ نفسي على شيء قد ذهب، ونفسي التي تملك كل شيء ذاهبة،” تلك كانت أخر كلمات خطها لاعب الأهلى الراحل محمد عبد الوهاب في غرفة خلع الملابس قبيل رحيله في مثل هذا اليوم، وكأنه ينعى نفسه قبل موته، وداعٌ هادئ أحسّ فيه بدنو أجله، وهو ما قاله لزملائه، متحدثًا عن شعوره بأن النهاية باتت قريبة.

في مثل هذا اليوم، 31 أغسطس من عام 2006، ودّع الوسط الرياضي المصري أحد أبرز نجومه الصاعدين، محمد عبدالوهاب، ظهير أيسر النادي الأهلي ومنتخب مصر، الذي غيّبه الموت فجأة إثر أزمة قلبية حادة أثناء مران الفريق الصباحي على ملعب مختار التتش، ليفجع رحيله المفاجئ قلوب جماهير الكرة المصرية، ويترك وراءه مسيرة قصيرة لكنها حافلة بالإنجازات.

إنجازات كبيرة

ولد محمد عبد الوهاب في الأول من أكتوبر عام 1983 بمحافظة الفيوم، وبدأ رحلته الكروية في صفوف ناشئي نادى الألمونيوم، قبل أن يلمع اسمه تحت قيادة حسن شحاتة في منتخب الشباب، الذي تُوّج بكأس الأمم الأفريقية 2003، وشارك معه في كأس العالم للشباب بالإمارات في نفس العام، ثم انتقل إلى نادي الظفرة الإماراتي الذي أعاره لإنبي، وهناك تم ضمه للمنتخب الأول بقيادة المدرب الإيطالي ماركو تارديللي.

انطلقت رحلته الحقيقية مع الأهلي فى موسم 2004-2005، حين استعارته القلعة الحمراء من الظفرة لموسمين. وعلى الرغم من بدايته الهادئة بسبب تواجد النجم الأنجولي جيلبرتو، فإنّ عبدالوهاب اغتنم فرصته الذهبية خلال نهائي دوري أبطال إفريقيا 2005، عندما دخل بديلاً مبكرًا بعد إصابة جيلبرتو أمام النجم الساحلي، وقدّم أداءً رائعًا صنع خلاله هدفًا محوريًا، كان بمثابة انطلاقته نحو التألق.

حقق عبدالوهاب خلال عامين فقط مع الأهلى العديد من البطولات، من بينها لقب الدوري المصري مرتين، وكأس مصر عام 2006، وكأس السوبر المحلي عام 2005، ودوري أبطال إفريقيا عامي 2005 و2006، إضافة إلى السوبر الإفريقي 2006، وشارك مع الفريق في كأس العالم للأندية 2005. وخلال مشواره القصير بقميص الأهلي، خاض 42 مباراة وسجل 6 أهداف، تاركًا بصمة لا تُنسى.

كما كان له دور محوري في تتويج منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية 2006، حيث أصبح أحد العناصر الأساسية في كتيبة المعلم حسن شحاتة، مؤكدًا مكانته كأحد أفضل الأظهرة في جيله.

ومن كلماته التي لا تزال محفورة في ذاكرة عشاقه: «يكفيني شرفًا ارتداء الفانلة الحمراء، ولن أفتري على النعمة»، في وقت رفض فيه عروض احتراف مغرية متمسكًا بولائه للفانلة الحمراء. رحل محمد عبد الوهاب بجسده، لكنه ظل حاضرًا في وجدان المصريين، رمزًا للعطاء والإخلاص، ونموذجًا للاعب الموهوب الذي خطف الأضواء سريعًا، وغادر تاركًا ذكرى لا تموت.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى