الدفاع المدني بغزة يحذّر من كارثة إنسانية كبرى جراء مخطط إسرائيل تهجير سكان الشمال

حذّر الدفاع المدني في قطاع غزة، الثلاثاء، من التداعيات الخطيرة لمخطط الاحتلال الإسرائيلي تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع، مؤكّدًا أن ما يجري يمثل تهجيرًا قسريًا وتطهيرًا عرقيًا يهدد بتغيير الواقع الديمغرافي في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، في بيان صحفي، إن الاحتلال يسعى لـ “الزج بأكثر من مليوني فلسطيني في سجن مطبق يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة”، عبر فرض النزوح المتكرر، مشيرًا إلى أن المنطقة التي يُدفع إليها السكان لا تتجاوز 12 بالمئة من مساحة القطاع.
وكشف بصل أن جيش الاحتلال دمّر أكثر من 70 بالمئة من مناطق حي الزيتون والصبرة وجباليا شمالي غزة، إضافة إلى 85 بالمئة من المنازل والبنى التحتية في الشجاعية والتفاح شرقي المدينة، مؤكدًا أن “مدينة غزة تتعرض لقصف غير مسبوق، خاصة في الصبرة والزيتون”.
وأوضح أن المخطط الإسرائيلي يهدف لإجبار نحو مليون ونصف المليون فلسطيني على النزوح نحو وسط وجنوب القطاع، تحت ذرائع “مناطق إنسانية”، فيما تُستهدف حتى المباني التي يُفترض أنها آمنة، ما يعرقل وصول سيارات الإسعاف والطواقم الطبية.
وشدّد بصل على أن هذه السياسات ستؤدي إلى “كارثة إنسانية كبرى” تتمثل في الجوع والمرض والموت البطيء لمئات آلاف المدنيين، موجّهًا نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري. كما دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى اتخاذ موقف حاسم لوقف الحرب، معتبرًا أن “الشعارات لم تعد تكفي، ومن يسعى للسلام عليه أن يتخذ خطوات فعلية على الأرض”.
من جانبها، قالت حركة حماس، في بيان منفصل الثلاثاء، إن مدينة غزة تشهد “حربًا إسرائيلية مفتوحة يشنها مجرم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين”.
وكانت إسرائيل قد أعلنت، الجمعة الماضية، مدينة غزة “منطقة قتال خطيرة”، وبدأت تنفيذ غارات وعمليات نسف واسعة أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الفلسطينيين ودمار هائل في المدينة.
وفي 8 أغسطس/آب الماضي، أقرت حكومة بنيامين نتنياهو خطة لإعادة احتلال غزة بالكامل تدريجيًا، تبدأ بتهجير سكان مدينة غزة نحو الجنوب ثم تطويقها وتنفيذ عمليات توغل أوسع، بحسب هيئة البث العبرية الرسمية.
وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب الإبادة في قطاع غزة، والتي خلّفت حتى الآن 63,633 شهيدًا و160,914 مصابًا، معظمهم نساء وأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومجاعة قتلت 361 فلسطينيًا بينهم 130 طفلًا.