احتجاجات إسرائيلية تُغلق الطريق بين تل أبيب والقدس للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى في غزة
شهدت إسرائيل، مساء الأربعاء، احتجاجات واسعة لعائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، حيث أقدم العشرات على قطع الطريق رقم “1” الرابط بين تل أبيب والقدس قرب تقاطع “عانفا”، ما أدى إلى شلل مروري في الاتجاهين، قبل أن تتدخل الشرطة لتفريقهم وإعادة فتح الطريق.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: “المختطفون يموتون”، “حكومة إسرائيل تقتل المختطفين”، “المختطفون يموتون ولا يتحدثون”، في رسالة مباشرة للحكومة بالتحرك العاجل لإنهاء ملف الأسرى.
أصوات من عائلات الأسرى
- عنات إنغرست، والدة الجندي الأسير ماتان إنغرست، خاطبت نتنياهو بالقول: “اختر شعبك، اختر مقاتليك، اختر مختطفيك. أظهر لهم أن هناك رئيس وزراء يقاتل من أجلهم”.
- فيكي، والدة الأسير نمرود كوهين، قالت: “698 يوما من القلق. ابني يصرخ من النفق، وليس لدي خيار سوى أن أصرخ معه أمام منزل رئيس الوزراء”.
- نيرا شرعبي، أرملة الأسير يوسي شرعبي الذي قُتل بقصف الجيش الإسرائيلي في غزة يناير/ كانون الثاني 2024، علّقت بمرارة: “في كل مرة تختار الحكومة التخلي عن المختطفين، وتواصل تأجيل حسم قضيتهم مقابل صفقات محتملة”.
فعاليات احتجاجية متزامنة
الاحتجاجات لم تقتصر على الطريق السريع، بل امتدت إلى محيط منزل نتنياهو في القدس الغربية، إضافة إلى الكنيست والوزارات الحكومية، حيث أوقفت الشرطة 13 متظاهرا خلال فعاليات اليوم ذاته.
وتأتي هذه التحركات في إطار محاولة الضغط على الحكومة للقبول بالمقترح الذي قدّمه الوسطاء لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، وهو المقترح الذي وافقت عليه “حماس” في 18 أغسطس/ آب الماضي، بينما لم تُقدم إسرائيل أي رد رسمي حتى الآن.
السياق العسكري والسياسي
في الوقت الذي يطالب فيه أهالي الأسرى بصفقة تبادل، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير رسميًا إطلاق عملية “عربات جدعون 2” التي تستهدف احتلال مدينة غزة بالكامل بعد تطويقها وتهجير سكانها، وسط تحذيرات من أن هذه العملية قد تشكل خطرًا مباشرًا على حياة الأسرى.
وتُقدّر تل أبيب وجود 48 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما تحتجز في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون ظروفًا قاسية من تعذيب وتجويع وإهمال طبي، وفق تقارير حقوقية.
سياق إنساني أوسع
يأتي هذا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي أسفر حتى الآن عن 63 ألفًا و633 قتيلاً و160 ألفًا و914 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، فضلًا عن مجاعة قتلت 367 فلسطينيًا بينهم 131 طفلًا.
