انطلاق أعمال “محكمة غزة” الشعبية في لندن للتحقيق بدور بريطانيا في جرائم الإبادة

انطلقت، اليوم الخميس، في العاصمة البريطانية لندن أعمال مبادرة “محكمة غزة” الشعبية، التي تستمر يومين للتحقيق في دور بريطانيا في جرائم حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
رئاسة كوربين ومشاركة خبراء دوليين
تُعقد الجلسات العلنية برئاسة زعيم حزب العمال البريطاني الأسبق والنائب المستقل جيريمي كوربين، بمشاركة دبلوماسيين سابقين وخبراء أمميين وأكاديميين في القانون الدولي، فيما تُبث وقائعها مباشرة للجمهور.
ويشارك في رئاسة المحكمة أيضًا:
- نيف غوردون، أستاذة قانون حقوق الإنسان بجامعة كوين ماري.
- شهد حموري، المحاضرة في القانون الدولي بجامعة كينت.
ملفات النقاش
تبحث المبادرة كيفية تعامل وزارة الخارجية البريطانية مع حرب الإبادة في غزة، وما إذا كانت لندن قدمت دعمًا مباشرًا أو غير مباشر لإسرائيل، بما يشمل:
- احتمال تحويل مهام طائرات الاستطلاع البريطانية لدعم الحملة العسكرية.
- دراسة علاقة وزارة الدفاع بصناعة السلاح الإسرائيلية.
- مناقشة التزامات بريطانيا القانونية في منع جرائم الإبادة الجماعية.
شهادات بارزة
من بين الشهادات المقدمة أمام المحكمة:
- مارك سميث، الموظف السابق في وزارة الخارجية الذي استقال احتجاجًا على سياسات تصدير السلاح.
- فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
- محامي عائلة جيم هندرسون، عامل الإغاثة في منظمة “وورلد فود كيتشن” الذي قُتل بغزة.
- البروفيسور نيك ماينارد، جراح جامعة أكسفورد الحائز على جائزة إنسانية.
- صحافيون فلسطينيون مثل أبو بكر عابد ويوسف الحلو.
- المؤرخ الإسرائيلي راز سيغال، الذي وصف تعامل إسرائيل مع غزة والضفة الغربية بأنه “حالة إبادة جماعية نموذجية”.
خطوة نحو تحقيق رسمي
المنظمون أعربوا عن أملهم بأن تمهّد هذه المحكمة الشعبية لإطلاق تحقيق رسمي بتمويل حكومي حول تعامل بريطانيا مع حرب غزة. وقال كوربين:
“نحن هنا لنكشف حجم تورط الحكومة البريطانية في جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ولنحاسبها على هذا الكم من الدماء البشع”.
وأشار إلى مشروع قانون قدمه لمجلس العموم بدعم أكثر من 50 نائبًا للتحقيق في صادرات السلاح البريطانية ودور القواعد العسكرية والاستخبارات في الحرب، لكن الحكومة رفضت النظر فيه.
جدل سياسي بريطاني
ووصفت صحيفة ذا غارديان المحكمة بأنها مصدر إزعاج لزعيم حزب العمال الحالي كير ستارمر، الذي يحاول الحفاظ على دعم قاعدته اليسارية والناخبين المسلمين. كما نقلت عن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وصفه لموقف الغرب من حرب غزة بأنه “أحلك لحظة في تاريخ الدبلوماسية بالقرن الحادي والعشرين”.
موقف الحكومة البريطانية
وتدافع الحكومة البريطانية عن سياساتها بالإشارة إلى أنها فرضت حظرًا على معظم صادرات السلاح إلى إسرائيل (باستثناء مكونات مقاتلات “إف-35”)، وعلّقت مفاوضات اتفاقية الشراكة الجديدة، وفرضت عقوبات على وزيرين في حكومة بنيامين نتنياهو. لكن حملات التضامن مع فلسطين ترى أن هذه الإجراءات “غير كافية”.
إبادة غزة
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أمريكي أوروبي، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، وخلفت أكثر من 224 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أودت بحياة الكثيرين، فضلًا عن دمار شامل طال معظم مدن ومناطق القطاع.