السودان يقدم لمجلس الأمن أدلة على تورط الإمارات في تجنيد مرتزقة كولومبيين لصالح “الدعم السريع”

قدمت الحكومة السودانية، الأحد، ملفاً شاملاً إلى مجلس الأمن الدولي يتضمن أدلة ووثائق تُثبت تورط دولة الإمارات في تجنيد ونقل مئات المرتزقة الكولومبيين للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع في النزاع الدائر بالسودان منذ أبريل/نيسان 2023.
تفاصيل عملية التجنيد والنقل
ووفق ما أوردته وكالة السودان للأنباء، أوضحت الوثائق أن المرتزقة نُقلوا أولاً من الإمارات إلى الصومال، ومنها إلى مدينة بنغازي في ليبيا، تحت إشراف ضباط موالين للجنرال خليفة حفتر، ثم جرى إدخالهم عبر الحدود التشادية إلى السودان.
وذكرت الوثائق أن عدد هؤلاء المرتزقة يتراوح بين 350 و380 فرداً، معظمهم من الجنود والضباط المتقاعدين في الجيش الكولومبي، تم استقطابهم عبر شركات أمنية خاصة مسجلة في الإمارات.
الشركات المتورطة
وبحسب الملف السوداني، تورطت في العملية شركتان رئيسيتان:
- مجموعة الخدمات الأمنية العالمية (GSSG) التي يرأسها مواطن إماراتي وتتخذ من أبوظبي مقراً لها.
- وكالة الخدمات الدولية (A4SI) التي أسسها العقيد الكولومبي المتقاعد ألفارو كويخانو وتعمل من مدينة العين الإماراتية.
وأشارت الخرطوم إلى أن العقود مع المرتزقة وُقعت تحت غطاء “خدمات أمن وحماية”، لكن الهدف الحقيقي كان نقلهم إلى ساحات القتال في السودان ضمن ما يعرف بتشكيل “ذئاب الصحراء”.
اتهامات مباشرة للإمارات
أكدت الوثائق أن المرتزقة شاركوا في عدة جبهات قتال بالسودان، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين، ودمار واسع في البنية التحتية، فضلاً عن استخدام أسلحة محظورة دولياً، وتورطهم في تجنيد أطفال، وتهريب موارد طبيعية من مناطق النزاع.
واعتبرت الحكومة السودانية هذه الأنشطة بمثابة حرب عدوانية أجنبية تديرها الإمارات على الأراضي السودانية، مؤكدة أنها تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
مطالب الخرطوم
طالبت الخرطوم مجلس الأمن الدولي بـ:
- محاسبة المسؤولين الإماراتيين المتورطين في هذه العمليات.
- تصنيف قوات الدعم السريع جماعة إرهابية بسبب تورطها في جرائم حرب وانتهاكات ممنهجة ضد المدنيين.
يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه السودان حرباً دامية بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدت إلى مقتل الآلاف ونزوح ملايين المدنيين داخلياً وخارجياً، وسط تحذيرات أممية متزايدة من كارثة إنسانية وأمنية إقليمية.